Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 71-72)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ } أي : أهواء المشركين { لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ } أي : لهلكت السماوات والأرض { وَمَن فِيهِنَّ } يقول : لو كان الحق في أهوائهم لوقعت أهواؤهم على هلاك السماوات والأرض ومن فيهن . قال بعضهم : الحق ها هنا الله . قال الله : { بَل أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ } أي : بشرفهم ، أي : بشرف من آمن منهم به . قال الحسن : يعني القرآن ، أنزلنا عليهم فيه ما يأتون وما يذرون ، وما يُحِلُّون وما يُحرِّمون . { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ } أي : عما بيّنّا لهم معرضون . وقال في آية أخرى : { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ } [ الأنبياء : 10 ] أي : فيه شرفكم ، أي : من آمن به منهم . قوله : { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً } أي : جُعْلاً على ما تدعوهم إليه ، أي : إنك لا تسألهم عليه أجراً . { فَخَرَاجُ رَبِّكَ } أي : ثوابه في الآخرة { خَيْرٌ } من أجرهم لو أعطوك في الدنيا أجراً . قال : { وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } . وقد جعل الله رزق العباد بعضهم من بعض ، يرزق الله إياهم ، فقسم رزق هذا على يد هذا . ذكر عن أم الدرداء قالت : ما بال أحدكم يقول : اللهم ارزقني وقد علم أن الله لا يمطر عليه من السماء دنانير ولا دراهم ، وإنما يرزق بعضهم من بعض . فمن أتاه الله برزق فليقبله ، وإن لم يكن إليه محتاجاً فليعطه أهل الحاجة من إخوانه ، وإن كان محتاجاً استعان به على حاجته ، ولا يرد على الله رزقه الذي رزقه . ذكروا عن عمران القصير قال : لقيت مكحولاً بمكة فأعطاني شيئاً فانقبضت عنه . فقال : خذه فإني سأحدثك فيه بحديث ، فقلت : حدثني به ، فما شيء أحب إليّ منه . قال : " أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر شيئاً ، فكأنه انقبض عن أخذه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أتاك الله بشيء لم تطلبه ولم تعرض له فخذه ؛ فإن كنت محتاجاً إليه فأنفقه ، وإن لم تكن محتاجاً إليه فضعه في أهل الحاجة " .