Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 76-92)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ } يعني ذلك الجوع في سبع سنين . { فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } يقول : لم يؤمنوا ، وقد سألوا أن يرفع ذلك عنهم فيؤمنوا . فقالوا : { رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ } [ الدخان : 12 ] وهو ذلك الجوع { إِنَّا مُؤْمِنُونَ } . فكشف الله عنهم فلم يؤمنوا . قال : { حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ } يعني يوم بدر ؛ أي : القتل بالسيف ، نزلت بمكة قبل الهجرة ، فقتلهم الله يوم بدر . قال : { إذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } أي : يئسون [ يئسوا من كل خير ] . قوله : { وَهُوَ الذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ } يعني سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي : أقلّكم من يشكر ، أي : من يؤمن . قوله : { وَهُوَ الذِي ذَرَأَكُمْ } أي : خلقكم { فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } أي : يوم القيامة . قوله : { وَهُوَ الذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلاَفُ الّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } يقوله للمشركين ، يذكّرهم نعمته عليهم ؛ يقول : فالذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة ، والذي يحيي ويميت ، والذي له اختلاف الليل والنهار قادر على أن يحيي الموتى . قال : { بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ } . ثم أخبر بذلك القول فقال : { قَالُوا أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ . لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَءَابَآؤُنَا هذَا مِن قَبْلُ } أي : وعدنا أن نبعث نحن وآباؤنا فلم نبعث ، كقوله : { فَأتُوا بئَابَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ الدخان : 36 ] . قوله : { إِنْ هذَآ إِلآ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } أي : كذب الأولين وباطلهم . فأمر الله نبيّه أن يقول لهم : { قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } وقال : { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُل } أي : وإذا قالوا ذلك فقل { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } فتؤمنوا وأنتم تُقِرّون أن الأرض ومن فيها لله . ثم قال : { قُل } لهم يا محمد { مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ } قال : { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } فإذا قالوا ذلك { قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } وأنتم تقرون أن الله خالق هذه الأشياء ، وهو ربها . وقد كان مشركو العرب يقرّون بهذا كله . ثم قال : { قُلْ } لهم يا محمد { مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } { مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } أي : ملك كل شيء وخزائنه . { وَهُوَ يُجِيرُ } من يشاء ، فيمنعه فلا يوصل إليه { وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } أي : من أراد أن يعذّبه لم يستطع أحد منعَه { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } . ثم قال : { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } فإذا قالوا ذلك { قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ } أي : عقولكم ، يشبّههم بقوم مسحورين ، ذاهبة عقولهم . ثم قال : { بَل أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ } أي : بالقرآن ، أنزله الله على النبي عليه السلام { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } . { مَا اتَّخَذَ اللهُ مِن وَلَدٍ } وذلك لقول المشركين : الملائكة بنات الله . قال : { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِن إلهٍ } . وذلك لما عبدوا من الأوثان واتخذوا مع الله الآلهة قال : { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إلهٍ بِمَا خَلَقَ } [ يقول : لو كان معه آلهة إذاً لذهب كل إله بما خلق ] { وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } أي : لطلب بعضهم هلاك ملك بعض ، حتى يعلو عليه كما يفعل ملوك الدنيا . { سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ } ينزّه نفسه عما يكذبون . { عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } قال الحسن : الغيب ها هنا ما لم يجئ من غيب الآخرة ، والشهادة ما أعلم العباد . { فَتَعَالى } أي : ارتفع الله { عَمَّا يُشْرِكُونَ } رفع نفسه عما قالوا .