Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 93-100)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُل } يا محمد { رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ } أي : من العذاب { رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي القَوْمِ الظَّالِمِينَ } أي : لا تهلكني معهم إن أريتني ما يوعدون . قال : { وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ } أي من العذاب { لَقَادِرُونَ } . { ادْفَعْ بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ } [ يقول : ادفع بالعفو والصفح القول القبيح والأذى ] . وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم . { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } أي : بما يكذبون . قوله : { وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ } وهو الجنون { وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } أي : فأطيع الشياطين فأهلك . أمره الله أن يدعو بهذا . قوله : { حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ } . قال الحسن : ليس أحد من خلق الله ليس لله بولي إلا وهو يسأل الله الرجعة إلى الدنيا عند الموت بكلام يتكلّم به ، وإن كان أخرسَ لم يتكلّم في الدنيا بحرف قط ، وذلك إذا استبان له أنه من أهل النار سأل الله الرجعة إلى الدنيا ولا يسمعه من يليه . قوله : { لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } أي : فيما صنعت . قال الله : { كَلآ } أي : لست براجع إلى الدنيا . وهو مثل قوله : { وَأَنْفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّنْ قَبْلِ أَن يَّأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلآ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ } [ المنافقون : 10 ] . قال : { كَلآ } { إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } أي : هذه الكلمة : { رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا احتضر الإِنسان جمع كل شيء كان له يمنعه من الحق فيجعل بين عينيه ، فيقول عند ذلك : { رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّيْ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } " . قال : { وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } . قال مجاهد : البرزخ ما بين الموت إلى البعث . وقال بعضهم : أهل القبور في البرزخ ، وهو الحاجز بين الدنيا والآخرة . وقال بعضهم : البرزخ ما بين النفختين .