Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 19-22)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي : أن يظهر الزنا في تفسير قتادة ] { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } وهم المنافقون . كانوا يحبون ذلك ليعيبوا به النبي عليه السلام ويغيظوه . قال تعالى : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } . وعذاب الله في الدنيا للمنافقين أن تؤخذ منهم الزكاة كرهاً ، وما ينفقون في الغزو كرهاً . قال الله تعالى في براءة : { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } [ التوبة : 54 ] . قوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } وهو مثل قوله الأول . أي : لأهلككم واستأصلكم ، يعني الذين قالوا ما قالوا . وليس يعني بالفضل والرحمة عبد الله بن أبي ابن سلول فيهم ، وقد ذكره بعد هذه الآية أنه في النار . قوله : { وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } أي : بالمؤمنين . وقد نفى الرحمة على الزاني والزانية في أول السورة لأنهم ليسوا بمؤمنين . قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ } أي : خطايا الشيطان ؛ وبعضهم يقول : أمر الشيطان . قال : { وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ } أي : فإن الشيطان { يَأْمُرُ } بالخطيئة ويأمر { بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } قال : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } وهي مثل الأولى { مَا زَكَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ } أي : ما صلح منكم من أحد { أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي } أي : يصلح { مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . قوله : { وَلاَ يَأْتَلِ } أي : ولا يحلف { أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ } يعني الغنى { أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق ومسطح . وكان بين مسطح وبين أبي بكر قرابة ، وكان يتيماً في حجره ، وكان ممن أذاع على عائشة ما أذيع . فلما أنزل الله براءتها وعذرها ائتلى أبو بكر ، أي : حلف ، ألا يرزأه خيراً أبداً . فأنزل الله هذه الآية ، [ أي : فكما تحبّون أن يغفر الله لكم فاعفوا واصفحوا ] . ذكروا أن النبي عليه السلام دعا أبا بكر فتلاها عليه ثم قال : يا أبا بكر ، ألا تحبَّ أن يعفو الله عنك ؟ قال : بلى ، قال : فاعف وتجاوز . فقال أبو بكر : لا جرم والله لا أمنعه معروفاً كنت أوليه إياه قبل اليوم . ذكروا عن عائشة قالت : كفَّر أبو بكر يمينه لذلك .