Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 12-18)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَّوْلآ } أي : هلاّ { إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً } أي : بإخوانهم خيراً كما كانوا يظنّون بأنفسهم . أي : لو كانوا مكان صفوان ما كان منهم إلا خير . أي : فليظنّ المسلم بأخيه ما يظنّ بنفسه . فهذا عظة وأدب للمؤمنين قائمان إلى يوم القيامة ، إن اتَّعَظُوا بعظة الله ، وتأدّبوا بأدب الله الذي أمرهم به ، وتقدّم إليهم فيه . قال : { وَقَالُوا هذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } أي : كذب بيّن . أي : هلاّ ظنّوا بانفسهم خيراً ، وهلاّ قالوا : هذا إفك مبين ، أي : ما خاض فيه القوم . ثم قال : { لَّوْلاَ } أي : هلاّ { جَآءُو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } أي : إن كانوا صادقين ، وليسوا بصادقين . { فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَآءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الكَاذِبُونَ } . قوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } فضل الله الإِسلام ورحمته القرآن . { لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } في الدنيا والآخرة . والإِفاضة فيه ما كان يلقى الرجل أخاه فيقول : أما بلغك من أمر عائشة وصفوان . قوله : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } أي : يرويه بعضكم عن بعض { وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ } . ذكروا عن الحسن أنه قال : القذف قذفان : أحدهما أن تقول : إن فلانة زانية ، فهذا فيه الحدّ . والآخر أن تقول : قال الناس إن فلانة زانية ، فليس في هذا حد . قوله : { وَلَوْلآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ } [ أي : لا ينبغي لنا ] { أَن نَّتَكلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } أي : كذب عظيم . وإذا عظّم الله شيئاً فهو عظيم . ثم قال : { يَعِظُكُمُ اللهُ } [ أي : ينهاكم الله ] { أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } فاتّعظوا بعظة الله فيما وعظكم ، وتأدَّبوا بأدب الله فيما أدّبكم . { وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الأَيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } أي : عليم بخلقه ، حكيم في أمره .