Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 11-17)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ } أي : بالقيامة { وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً } والسعير اسم من أسماء جهنم . قوله : { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } [ قيل ] : مسيرة خمسمائة سنة { سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظَاً } أي : عليهم { وَزَفِيراً } أي : صوتها . قوله : { وَإِذَآ أُلْقُوا مِنْهَا } أي : في النار { مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ } ذكروا عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول : إن جهنم لتضيق على الكافر كضيق الزّجّ على الرمح ، وقوله : ( مُّقَرَّنِينَ ) ، أي : هو وشيطانه الذي كان يدعوه إلى الضلالة في سلسلة واحدة ، يلعن كل منهما صاحبه ، ويتبَرَّأ كل واحد منهما من صاحبه . قوله : { دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً } أي : ويلاً وهلاكاً . { لاَّ تَدْعُوا اليَوْمَ ثُبُوراً وَاحِدَاً } ويلاً وهلاكاً واحداً { وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً } [ أي : ويلاً كثيراً وهلاكاً طويلاً ] . ثم قال على الاستفهام : { قُل أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الخُلْدِ } أي : إن جنة الخلد خير من ذلك { التِي وُعِدَ المُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً } أي : بقدر أعمالهم { وَمَصِيراً } أي : يصيرون إليها وتكون لهم منزلاً ومثوى . { لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَالِدِينَ } أي : لا يموتون ولا يخرجون منها { كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً } أي : سأل المؤمنون الله الجنة فأعطاهم إياها . وقال بعضهم : سألت الملائكة الله للمؤمنين الجنة ، وسؤالهم ذلك كان في سورة حم المؤمن إذ قالوا : { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ التِي وَعَدتَّهُمْ … } إلى آخر الآية [ غافر : 8 ] . قوله : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَقُولُ ءَأنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هؤُلآءِ } . وهذا على الاستفهام ، وقد علم أنهم لم يضلّوهم ، يقوله للملائكة في تفسير الحسن . وقال مجاهد : يقوله للملائكة وعيسى وعزير . ونظير قول الحسن في هذه الآية : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلآئِكَةِ أَهؤُلآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجِنَّ } [ سبأ : 40 - 41 ] أي : الشياطين من الجن . { أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ } .