Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 23-25)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَقَدِمْنَآ إلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ } أي : وعمدنا . وفي تفسير مجاهد : { إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ } أي : حسن ، يعني المشركين { فَجَعَلْنَاهُ } أي : في الآخرة { هَبَآءً مَّنْثُوراً } وهو الذي يتناثر من الغبار الذي يكون من أثر حوافر الدوابّ إذا سارت . وفي الآية : { هَبَآءً مُّنْبَثّاً } [ الواقعة : 6 ] وهو الذي يدخل من الكوّة من ضوء الشمس . وتفسير مجاهد : { هَبَآءً مَّنْثُوراً } هو عنده هذا . قوله : { أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَراً } أي : من مستقرّ المشركين { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } أي : مأوى ومنزلاً . ذكر بعضهم قال : يجاء يوم القيامة برجلين كان أحدهما ملكاً في الدنيا إلى الحمرة والبياض فيُحاسَب فإذا هو عبد لم يعمل خيراً فيؤمر به إلى النار ، والآخر كان مسكيناً في الدنيا ، أو كما قال ، فيحاسب ، فيقول : يا رب ، ما أعطيتني من شيء فتحاسبني به ، فيقول : صدق عبدي فأرسلوه ، فيؤمر به إلى الجنة . ثم يُتركان ما شاء الله ، ثم يدعى صاحب النار ، فإذا هو الحُممة السوداء ، فيقال له : كيف وجدت مقيلك ؟ فيقول : شرّ مقيل ، فيقال له : عد . ثم يدعى صاحب الجنة فإذا هو مثل القمر ليلة البدر ، فيقال له : كيف وجدت مقيلك ؟ فيقول : ربّ ، خير مقيل ، فيقال له : عد . ذكروا عن ابن عباس أنه قال : من لم يَقِل في الجنة يومئذ فليس هو من أهلها . قال بعضهم : وبلغنا عن ابن عباس أنه قال : إني لأعلم أي ساعة يدخل أهل الجنة الجنة ، قبل نصف النهار حين يشتهون الغَداء . قوله : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالغَمَامِ } أي : عن الغمام . هذا بعث البعث ، تشقّق فتراها واهية متشققة ، كقوله : { وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً } [ النبأ : 19 ] . ويكون الغمام شرايين السماء والأرض . قال : { وَنُزِّلَ المَلآئِكَةُ تَنزِيلاً } هو مثل قوله : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلآ أَن يَّأتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ وَالمَلآئِكَةُ } [ البقرة : 210 ] ، ومثل قوله : { وَجَآءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } [ الفجر : 22 ] .