Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 68-70)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ } . وأنتم أيها المشركون تدعون مع الله آلهة . قال : { وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ } . ذكروا عن الحسن قال : لما نزل في قاتل المؤمن وفي الزاني وأشباه ذلك ما نزل قال أصحاب النبي : أينا لم يزن ، أينا لم يفعل ، وتخوّفوا أن يُؤخذوا بما كان منهم في الجاهلية . فأنزل الله : { وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ } أي : بعد إسلامهم ، { وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْس التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } ، اي : بعد إسلامهم ، { وَلاَ يَزْنُونَ } أي : بعد إسلامهم . وأنزل قوله : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ } أي : بالشرك والكبائر الموبقة { لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ } إن تبتم إليه { إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر : 53 ] لمن تاب إليه ، الرحيم به إذ جعل له متاباً ، أي : مرجعاً ومخرجاً . { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } [ الزمر : 54 ] يغفر لكم ما كان منكم في الجاهلية . وأنزل الله في هذه الآية : { وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ } . قوله : { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً } قال بعضهم : نكالاً . وقال بعضهم : كنا نُحدَّث أنه واد في جهنم . قال : { يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلاَّ مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً } . ذكر الحسن في قوله في سورة [ طه : 82 ] : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ } أي : من الشرك ، { وَءَامَنَ } أي : أخلص الإِيمان لله { وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } أي : في إيمانه . وقال بعضهم : إلا من تاب من ذنبه ، وآمن : أي بربه ، وعملا عملاً صالحاً ، أي : فيما بينه وبين الله . قوله : { فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } أي : يبدّل الله مكان الشرك الإِيمان ، ومكان العمل السيء العمل الصالح . [ وقال بعضهم : فاما التبديل في الدنيا فطاعة الله بعد عصيانه ، وذكر الله بعد نسيانه ، والخير يعمله بعد الشر ] .