Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 154-157)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } أي : بما جئتنا به . قالوا له : إن كنت صادقاً فأخرج لنا من هذه الصخرة ناقة ، وكانت صخرة يصبون عليها اللبن في سنّتهم . فدعا الله فتصدّعت الصخرة ، فخرجت منها ناقة عُشَرَاء فنُتِجت فصيلاً . { قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } فكانت تشرب الماء يوماً ويشربونه يوماً . قال بعضهم : كان إذا كان يوم شربها أضرت بمواشيهم وزروعهم ، ولم تضرّ بشفاههم ، في قول الحسن ؛ وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ولمواشيهم وأرضهم . وبعضهم يقول : كانوا يحلبونها يوم شربها ، فإذا كان يوم شربهم كان اللبن لفصيلها . وقال بعضهم : ما ذُكِرَ لها لبن . وقال بعضهم : بلغنا أنها كانت تأتي الماء من فج وترجع من آخر ، يضيق عليها الفج الأول إذا شربت . قوله : { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ } أي : لا تعقروها { فَيَأخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ } . { فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ } . وكان أول سبب عقرهم إياها أنها كانت تضر بمواشيهم وأرضهم . كانت مواشيهم لا تقر مع الناقة ؛ كانت المواشي إذا رأتها هربت منها . فإذا كان الصيف صافت الناقة بظهر الوادي في برده وخصبه وطيبه ، ومضت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحره . وإذا كان الشتاء شتت الناقة في بطن الوادي في دفئه وخصبه ، وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده ، حتى أضرّ ذلك بمواشيهم ، للأمر الذي أراد الله بهم . فبينا قوم منهم جلوس يشربون الخمر فَنِي الماء الذي يمزجون به ، فبعثوا رجلاً يأتيهم بالماء ، وكان يوم شرب الناقة ، فرجع إليهم بغير ماء ، وقال : حالت الناقة بيني وبين الماء . ثم بعثوا آخر فقال مثل ذلك . فقال بعضهم لبعض : ما تنتظرون ، قد منعتنا الماء ومنعت مواشينا الرّعي ، وأضرت بأرضنا . فانبعث أشقاها فعقروها وقتلوها فتذامروا وقالوا : عليكم بالفصيل . وصعد الفصيل القارَة ؛ والقارَة : الجبل . قال الحسن : وكان ذلك عن رضى منهم . فقال لهم صالح : { تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } [ هود : 65 ] قال بعضهم : ذكر لنا أن صالحاً حين أخبرهم أن العذاب يأتيهم لبسوا الأنصاع والأكسية وأطلوا فقال لهم : آية ذلك أن تصفر وجوهكم في اليوم الأول ، وتحمَرُّ في اليوم الثاني ، وتسوَدُّ في اليوم الثالث . فلما كان اليوم الثالث استقبل الفصيل القبلة . وقال : رب أمي ، يا رب أمي ، فأرسل الله عليهم العذاب عند ذلك .