Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 210-216)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ } قال بعضهم : [ وما تنزلت بكتاب الله ] يعني القرآن { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ } أن ينزلوا به { وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } ذلك . قال : { إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ } . وكانوا قبل أن يبعث النبي عليه السلام يستمعون أخباراً من أخبار السماء ، وأما الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه . فلما بعث النبي عليه السلام منعوا من تلك المقاعد التي كانوا يستمعون فيها إلا ما يسترق أحدهم فيرمى بالشهاب . ذكروا عن أبي رجاء العطاردي أنه كان يقول : كنا قبل أن يبعث النبي عليه السلام ما نرى نجماً يُرمى به . فلما كان ذات ليلة إذا النجوم قد رُمِيَ بها ، فقلنا : ما هذا الذي نرى ؛ إنْ هذا إلا أمر حدث ؛ فجاءنا أن النبي عليه السلام قد بُعث ؛ فأنزل الله في سورة الجن : { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الأَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } [ الجن : 9 ] . قوله : { فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ المُعَذَّبِينَ } وقد عصمه الله من ذلك . قوله : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَن اتَّبَعَكَ مِنَ المؤْمِنِينَ } . قال الكلبي : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حتى قام على الصفا ، وقريش في المسجد ، ثم نادى : يا صباحاه ، ففزع الناس فخرجوا فقالوا : ما لك يا ابن عبد المطلب ؟ فقال : يا آل غالب ، فقالوا : هذه غالب عندك . ثم نادى : يا آل لؤي ، ثم نادى : يا آل كعب ، ثم نادى : يا آل مرة ، ثم نادى : يا آل كلاب ، ثم نادى : يا آل قصي . فقالت قريش : أنذر الرجل عشيرته الأقربين . انظروا الرجل ماذا يريد . فقال أبو لهب : هذه عشيرتك قد حضروا ، فماذا تريد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيتم لو أنذرتكم جيشاً يصبّحكم أتصدقونني ؟ قالوا : نعم . قال : فإني أنذركم النار ، وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيباً إلا أن تقولوا : لا إله إلا الله " فقال أبو لهب : تبّت يداك ، ألهذا جمعتنا ؟ فأنزل الله : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } [ المسد : 1 ] . فتفرّقت قريش عنه وقالوا : مجنون يهذي من أم رأسه . فأنزل الله : { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } . ذكروا عن الحسن أن هذه الآية لما نزلت " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته بطناً بطناً ، ثم انتهى إلى بني عبد المطلب فقال : يا بني عبد المطلب ، إني رسول الله إليكم ، لي عملي ولكم عملكم . إني لا أملك لكم من الله شيئاً ، إنما أوليائي منكم المتقون . ألا لا أعرفنكم تأتونني تحملون الدنيا على رقابكم ويأتي الناس يحملون الآخرة " .