Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 30-44)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } له موسى : { أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ } أي : بيّن . { قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } أي : حيّة أشعر ذكر ، تكاد تسترط فرعون عدو الله ؛ غرزت ذنبها في الأرض ورفعت صدرها ورأسها ، وأهوت إلى عدوّ الله لتأخذه ؛ فجعل يميل ويقول : خذها يا موسى ، خذها . فأخذها موسى . قال : { وَنَزَعَ يَدَهُ } أي : أدخل يده في جيب قميصه ، ثم أخرجها فهو قوله : { وَنَزَعَ يَدَهُ } أي : أخرج يده . { فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءَ لِلنَّاظِرِينَ } تعشى البصر من بياضها . قال الحسن : أخرجها والله كأنها مصباح . { قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ } فرعون يقوله : { إِنَّ هذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } أي : بالسحر . { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأمُرُونَ } . فأراد قتله ؛ فقال له أصحابه : لا تقتله فإنما هو ساحر ، ومتى ما تقتله أدخلت على الناس في أمره شبهة . ولكن { قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } أي : أخّره وأخاه في تفسير الحسن . وقال بعضهم : احبسه وأخاه . { وَابْعَثْ فِي المَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } أي : يحشرون عليك السَّحَرة { يَأتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ } أي : بالسحر . قال الله : { فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } وهو قوله : { مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ } [ طه : 59 ] يوم عيد لهم كان يجتمع فيه أهل القرى والناس ، فأراد موسى عليه السلام أن يفضحه على رؤوس الناس . قال : { وَقِيلَ لِلنَّاسِ } أي : قاله بعضهم لبعض : { هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الغَالِبِينَ } . { فَلَمَّا جَآءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأجراً } على الاستفهام . { إِنْ كُنَّا نَحْنُ الغَالِبِينَ قَالَ } فرعون : { نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ المُقَرَّبِينَ } أي : في العطية والقربة والمنزلة ، في تفسير الحسن ، وقال بعضهم : في العطية والفضيلة . { قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَآ أَنتُم مُّلْقُونَ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الغَالِبُونَ } .