Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 18-20)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حَتَّى إِذَآ أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ } ، وهو واد بالشام { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَآأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي : والنمل لا يشعرون أن سليمان يفهم كلامهم . قال : { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي } أي : ألهمني { أَن أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التِي أنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَن أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } أي : أهل الجنة . قوله : { وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لآ أَرَى الهُدْهُدَ } أي : أحاضر هو فلا أراه { أَمْ كَانَ مِنَ الغَآئِبِينَ } أي : أم هو غائب . قال بعضهم : ذكر لنا أن سليمان أراد أن يأخذ مفازة فدعا الهدهد ، وكان سيد الهداهد ، ليعلم له مسافة الماء ، وكان قد أعطى من البصر بذلك شيئاً لم يعطه غيره من الطير . وقال الكلبي : كان يدله على الماء إذا نزل الناس . كان ينقر بمنقاره في الأرض ، فيخبر سليمان كم بينه وبين الماء من قامة . ذكروا أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس لِمَ تفقّد سليمان الهدهد قال ابن عباس : إنهم كانوا إذا سافروا نقر لهم الهدهد عن أقرب الماء في الأرض . فقال نافع ابن الأزرق : وكيف يعلم أقرب الماء في الأرض ولا يعلم بالفخّ حتى يأخذ بعنقه . فقال ابن عباس : أما علمت أن الحذر لا يغني من القدر شيئاً . قال الحسن : كان سليمان إذا أراد أن يركب جاءته الريح فوضع سرير مملكته عليها ووضعت الكراسي والمجالس على الريح وجلس سليمان على سريره ، وجلس وجوه أصحابه على منازلهم في الدين عنده من الجن والإِنس . والجن يومئذ ظاهرة للإِنس ، رجال أمثال الإِنس إلا أنهم أُدم يحجون جميعاً ، ويصلون جميعاً ، ويعتمرون جميعاً ، والطير ترفرف على رأسه ورؤوسهم ، والشياطين حَرَسَة لا يدعون أحداً يتقدم بين يديه . وهو قوله : { فَهُمْ يُوزَعُونَ } .