Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 37-40)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ارْجِع إِلَيْهِمْ } يعني الرسل { فَلَنَأتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُم بِهَا } أي : لا طاقة لهم بها { وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ } . قوله : { قَالَ يَآ أَيُّهَا المَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأتِينِي بِعَرْشِهَا } أي : بسريرها { قَبْلَ أَن يَأتُونِي مُسْلِمِينَ } . وذلك أنه لما بلغ سليمان أنها جائية ، وكان قد ذكر له سريرها فأعجبه . [ وكان عرشها من ذهب ، وقوائمه لؤلؤاً وجوهراً . وكان مُستّراً بالديباج والحرير ، وكانت عليه سبعة مغاليق ، فكره أن يأخذه بعد إسلامها ] وقد علم أنهم متى أسلموا تحرم أموالهم مع دمائهم ، فأحب أن يؤتى به قبل أن يكون ذلك من أمرهم . فقال : { يَآ أيُّهَا المَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأتُونِي مُسْلِمِينَ } . قال الكلبي : { قَبْلَ أَن يَأتُونِي مُسْلِمِينَ } قبل أن يأتوني مقرّين بالطاعة . { قَال عِفْرِيتٌ مِنَ الجِنِّ } أي : مارد من الجن ، والعفريت لا يكون إلا الكافر : { أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ } أي : بالسرير . { قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ } ، ومقامه مجلسه الذي يقضي فيه . أي : لا يفرغ من قضيته حتى يؤتى به ، فأراد صلى الله عليه وسلم ما هو أعجل من ذلك . { وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } . فـ { قَالَ الذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ } وكان رجلاً من بني إسرائيل يقال له : اصف بن برخيا ، يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب : يا ذا الجلال والإِكرام ، والمنن العظام والعز الذي لا يرام . هذا تفسير اسمه الأعظم ، والله أعلم . قَالَ { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } وطرفه أن يبعث رسولاً إلى منتهى طرفه فلا يرجع حتى يؤتى به . فدعا الرجل باسم الله : { فَلَمَّا رَءَاهُ } يعني رأى سليمان السرير { مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُونِي ءَأشْكُرُ أمْ أَكْفُرُ } . أي : أشكر نعمة الله أم أكفرها . { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } . ذكر ابن عباس قال : إن صاحب سليمان الذي عنده علم من الكتاب كان يحسن الاسم الأكبر ؛ فدعا به ؛ وكان بينه وبين السرير مسيرة شهرين ، فلما أتى به ورآه سليمان مستقرّاً عنده كأنه وقع في نفسه مثل الحسد له . ثم فكّر فقال : أليس هذا الذي قدر على ما لم أقدر عليه مسخّراً لي . { هذا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ أمْ أَكْفُرُ } . وقال بعضهم : هو جبريل الذي قال : أنا آتيك به .