Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 10-16)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً } أي : من كل شيء إلا من ذكر موسى ، أي : لا تذكر غيره . { إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } أي : لتُبَيّنُ لهم أنه ابنها من شدة وجدها { لَوْلآ أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا } أي : بالإِيمان { لِتَكُونَ } أي : لكي تكون { مِنَ المُؤمِنِينَ } . قوله : { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ } أي : قالت أم موسى لأخت موسى : ( قُصِّيهِ ) أي : قُصِّي أثره . قال الله . { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ } أي : عن ناحية من بعيد { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أنها أخته . ثم جعلت تنظر إليه وكأنها لا تريده . وقال مجاهد { فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ } أي : من بعيد . قوله : { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ } جعل لا يؤتى بامرأة إلا لم يأخذ ثديها حتى ردّه الله إلى أمِّه . { فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ } أي : ألا أدلكم { عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ } أي : يضمّونه لكم فيرضعونه { وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } . قال الله : { فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ } أي : الذي قذف في قلبها : { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ } قال : { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي : جماعتهم لا يعلمون . قوله : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } قال مجاهد : { بَلَغَ أَشُدَّهُ } : يعني ثلاثاً وثلاثين سنة ، { وَاسْتَوَى } يعني أربعين سنة . { ءَاتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً } أي : أعطيناه فهماً وعقلاً { وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ } . قوله : { وَدَخَلَ المَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا } . ذكر ابن عباس قال : دخل وسط النهار . وقال الحسن : يوم عيد لهم ، فهم في لهوهم ولعبهم . { فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هذَا مِن شِيعَتِهِ } أي : من بني إسرائيل . { وَهذَا مِنْ عَدُوِّهِ } أي : قبطي [ من قوم فرعون ] { فَاسْتَغَاثَهُ الذِي مِنْ شِيعَتِهِ } أي : من جنسه { عَلَى الذِي مِنْ عَدُوِّهِ } . وكان القبطي سخّر الإِسرائيلي ليحمل حطباً لمطبخ فرعون فأبى فقاتله . قال : { فَوَكَزَهُ مُوسَى } بعصاه ، ولم يتعمَّد قتله { فَقَضَى عَلَيْهِ } . قال الحسن : ولم يكن يحلّ له قتل الكفار يومئذ في تلك الحال . كانت حال كف عن القتال . وقال الكلبي : كان فرعون وقومه يستعبدون بني إسرائيل ، ويأخذونهم بالعمل ويتسخّرونهم . فمرّ موسى على رجل من بني إسرائيل قد تسخره رجل من أهل مصر ، فاستغاث بموسى ، فوكزه موسى فقضى عليه ولم يكن أمر بالقتال . { قَالَ } موسى : { هذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } أي : بين العداوة . ثم { قَالَ } موسى : { رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي } يعني قتله القبطي ، ولم يتعمّد قتله ، ولكنه تعمد وكزه فمات { فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ } .