Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 25-29)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ } إبراهيم { إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي : يوادّ بعضكم بعضاً ، أي : يحبّ بعضكم بعضاً على عبادة الأوثان في الحياة الدنيا . { ثُمَّ يَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ } أي : بولاية بعضكم بعضاً وقال بعضهم : يتبرّأ بعضكم من بعض { وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ } . قال : { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ } أي : فصدّقه لوط { وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي } يقوله إبراهيم { إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } هاجر من أرض العراق إلى أرض الشام . قال : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالكِتَابَ } فكان أول كتاب أنزل بعد كتاب موسى وما بعده من الكتب . قال : { وَءَاتَيْنَاهُ } أي : أعطيناه { أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا } فليس من أهل دين إلا وهم يتولّونه ويحبونه . وهو مثل قوله : { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الأَخِرِينَ } [ الصافات : 108 ] . قال : { وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } أي : لمن أهل الجنة . قوله : { وَلُوطاً } أي : وأرسلنا لوطاً { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ } أي : المعصية ، وهي إتيان الرجال في أدبارهم . { مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ } أي : من عالم أهل زمانهم . { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ } في أدبارهم ، وهذا على الاستفهام ، أي : إنكم تفعلون ذلك . قال : { وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ } أي : على الغرباء ، فتأتونهم في أدبارهم ، وكانوا لا يفعلون ذلك إلا بالغرباء . وكانوا يتعرّضون الطريق ويأخذون الغرباء ولا يفعله بعضهم ببعض . قال : { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ } أي : الفاحشة ، يعني فعلهم ذلك . قال : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } وذلك لما كان يعدهم به من العذاب .