Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 5-11)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللهِ } أي : من كان يخشى البعث ، وهذا المؤمن ، { فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لأَتٍ } أي : كائن بعد الموت { وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ } أي : لا أسمع منه ولا أعلم منه . قال : { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } أي : يعطيه الله ثواب ذلك في الجنة { إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ } أي : عن عبادتهم . قوله : { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي : يجزيهم به الجنة . قوله : { وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ } يعني جميع الناس { بِوَالِدَيْهِ حُسْناً } أي : بِرّاً كقوله : { وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [ النساء : 36 ] ، قال : { وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي } أي : إن أراداك على أن تشرك بي { مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا } أي : إنك لا تعلم أن معي شريكاً ، يعني المؤمنين . { إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ } يعني يوم القيامة { فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ } أي : في أهل الجنة . قوله : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللهِ } أي : صدّقنا بالله وأقررنا بالله { فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ } ببعض ما يدخل عليه في إيمانه بالله وبمحمّد { جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ } . رجعت القصّة إلى الكلام الأول : { الۤـمۤ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } ؛ فوصف المنافق في هذه الآية الآخرة فقال : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ } أي : إذا أُمِر بالجهاد في سبيل الله فدخل عليه أذى رفض ما أُمِر به ، يعني المنافق ، واجترأ على عذاب الله ، أي : وأقام عن الجهاد ، فتبيّن نفاقه ، أي : جعل فتنة الناس ، يعني ما يدخل عليه من البلية في القتال ، إذا كان بلية ، كعذاب الله في الآخرة ، [ فترك القتال في سبيل الله واجترأ على عذاب الله ] لأن الله قد خوّفه عذاب الآخرة ، وهو لا يُقِرّ بِهِ . [ وقال مجاهد : هم أناس آمنوا بألسنتهم فإذا أصابهم بلاء من الناس أو مصيبة في أنفسهم أو في أموالهم افتتنوا فجعلوا ما أصابهم في الدنيا كعذاب الله في الآخرة ] . قوله : { وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ } أي : نصر على المشركين ، فجاءت غنيمة { لَيَقُولُنَّ } يعني جماعتهم { إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } أي : يطلبون الغنيمة . قال الله : { أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ العَالَمِينَ } أي : إنه يعلم ما في صدور العالمين ، ويعلم ما في صدور المنافقين من التضييع للفرائض وترك الوفاء بما أقرّوا له به . { وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ } وهي مثل قوله : { فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكّاذِبِينَ } . وقد فسّرنا ذلك في الآية الأولى . وهذا كله علم الفعال . وما بعد هذه العشر الآيات مكية كلها ، وهذه العشر مدنية ، نزلت بعد ما بعدها من هذه السورة ، وهي قبل ما بعدها في التأليف .