Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 12-15)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا } الذي نحن عليه { وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } أي : فيما اتبعتمونا فيه ، أي : ما كان فيه من إثم فهو علينا ، وهذا منهم إنكار للبعث والحساب . قال الله : { وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم } أي : من خطايا المؤمنين { مِّن شَيْءٍ } لو اتبعوهم { إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } أي : لا يحملون خطاياهم . قال : { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } يعني آثامهم ، أي آثام أنفسهم { وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } أي : يحملون مثل ذنوب من اتبعهم على الضلالة ، ولا ينقص ذلك من ذنوب من اتبعوهم شيئاً . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من اتبعه ولا ينقص من أجورهم شيئاً . وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع عليها كان عليه وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيئاً " . ذكروا عن ابن مسعود في قوله : { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } [ الانفطار : 5 ] مثل حديث الحسن عن النبي عليه السلام . قال : " { وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ القِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } [ أي : يكذبون ويخترعون ] " . قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً } يقول : ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ، أي : من يوم بعث إلى يوم مات ألف سنة إلا خمسين عاماً . وبلغنا عن كعب أنه قال : لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم ، وبقي بعدهم بعد الطوفان ستمائة سنة . قوله : { فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ } أي : الماء ، فأغرقهم الله { وَهُمْ ظَالِمُونَ } . أي : وهم مشركون ظالمون لأنفسهم ؛ وظلموا أنفسهم ، أي : ضروا أنفسهم . قوله : { فَأَنجَيْنَاهُ } يعني نوحاً { وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ } يعني من كان معه في السفينة { وَجَعَلْنَاهَا } يعني السفينة { ءَايَةً } أي : عبرة { لِّلْعَالَمِينَ } . قال بعضهم : أبقاها الله بباقردى من أرض الجزيرة حتى أدركها أوائل هذه الأمة ؛ وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رماداً . قال بعضهم : بلغنا أنهم كانوا يجدون من مساميرها بعدما بعث النبي عليه السلام .