Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 102-103)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال : حق تقاته أن يطاع فلا يعصى ، وأن يذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر . [ قال قتادة : نزلت هذه الآية فثقلت عليهم ، ثم أنزل الله اليسر والتخفيف فقال ] : { فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا } [ التَّغابن : 16 ] ، وعليها بايع رسول الله على السَّمع والطَّاعَةِ فِيما استطاعوا . قوله : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا } . قال الحسن : إنما قال واعتصموا بحبل الله لأنه حبل نزل من السماء هبط عليهم ، وهو القرآن . قال علي بن أبي طالب : حبل الله القرآن . قوله : { ولا تفرّقوا } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " افترقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة واحدة في الجنة وسائرهم في النار ، ولتفترقن هذه الأمة على إحدى وسبعين فرقة واحدة في الجنة وسائرهم في النار " . قال : { وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ } أي احفظوا واشكروا نعمة الله عليكم { إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ } بالإِيمان ، إذ كانت العرب يقتل بعضهم بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً . { فَأَصْبَحْتُم } أي فصرتم { بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا } بالإِسلام { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي لكي تهتدوا . ذكر بعضهم قال : كنتم تذابحون فيها ؛ يأكل شديدُكم ضعيفكم ، حتى جاء الله بالإِسلام ، فآخى به بينكم ، وأَلَّف به بينكم . ذكر لنا أن ابن مسعود قيل له : كيف أصبحتم ؟ قال أصبحنا بنعمة الله إخواناً . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتيتكم وأنتم تهافتون في النار ، فأخذت بحُجَزِكم فأخرجتكم منها " . وقال الحسن : وكنتم على شفا حفرة النار . أي : من مات مات إلى النار ومن كان حياً كان على ضلالة وشفا ، فأنقذكم منها برسوله وبكتابه .