Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 97-101)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ } قال الحسن : إن مقام إبراهيم من الآيات البينات . قوله : { وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً } . ذكروا عن الحسن وغيره قالوا : ذلك في جاهليتهم ؛ لو أن رجلاً جَرَّ كلَّ جريرة ثم لجأ إلى الحرم ، لم يُطلب ولم يُتَناول . فأما في الإِسلام فإن الحرم لا يمنع من حدّ ؛ من قتَل قُتِل ، ومن أصاب حداً أقيم عليه . وفي تفسير عمرو عن الحسن : إن أصاب رجل فيه حدّاً ليس فيه قَوَد ولا رجم أقيم عليه ، وإن كان فيه قتل أُخرِج من الحرم فقتل . وأما الحدود كلها دون النفس فتقام عليه في الحرم . ذكروا عن ابن عباس أنه قال : إذا أصاب الرجل حدّاً ثم لجأ إلى الحرم لم يبايَع ولم يُجَالَس ، ولم يُؤْوَ حتى يخرج من الحرم ؛ فإذا خرج من الحرم أُقِيم عليه . قوله : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } . ذكر الحسن " أن رجلاً قال : يا رسول الله ، قول الله : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ } ، أفي كل عام يا رسول الله ؟ فسكت النبي عليه السلام ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، لو قلت نعم لوجبت ، ولو وجبت ما قمتم بها ، ولو تركتموها لكفرتم ، فذروني ما تركتكم " وزاد فيه بعضهم : " فذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من هلك ممن كان قبلكم بكثرة سؤالهم أنبياءَهم ، واختلافهم عليهم " . وذكر بعضهم مثل ذلك الحديث عن النبي عليه السلام وزاد فيه : " إنما هي حجة وعمرة فمن قضاهما فقد قضى الفريضة وقضى ما عليه " . قوله : { مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } ذكروا " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله : { من استطاع إليه سبيلاً } فقال : الزاد والراحلة " . قوله : { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } . ذكروا عن عطاء قال : الكفر أن [ يقول ليس بفريضة ] فيكفر به . وذكروا عن الحسن مثل ذلك . وقال بعضهم : { وَمَن كَفَرَ } ، يعني أهل الكتاب ، لأنه ذكر قصَّتهم قبل هذه الآية . قوله : { قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ مَنْ ءَامَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي : تصدّون من آمن عن سبيل الله . { تَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي إنكم تدعون إلى خلاف سبيل الله ، وهو العِوَج . { وَأَنتُمْ شُهَدَاءُ } إنكم تبغونها عوجاً { وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } يحذرهم ذلك . وقال بعضهم : تصدون عن سبيل الله ، أي عن الإِسلام وعن نبي الله من آمن به وأنتم شهداء على ذلك أي فيما تقرأون من كتاب الله أن محمداً رسول الله وأن الإِسلام دين الله . قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ } أي من لم يؤمن منهم { يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ . وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ ءَايَاتُ اللهِ } أي كتابه { وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللهِ } [ أي يستمسك بدين الله ] { فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } . أي إلى الجنة . قال الحسن : اعتصامه بالله اعتصامه بحبله ، وهو القرآن . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوماً " أي الخلق أعجب إيماناً ؟ قالوا : الملائكة . قال الملائكة في السماء فما لهم لا يؤمنون . أي الخلق أعجب إيماناً ؟ قالوا : النبيون . قال : النبيون ينزل عليهم الوحي فما لهم لا يؤمنون . أي الخلق أعجب إيماناً ؟ قالوا : أصحابك . قال : أصحابي يرونني ويسمعون كلامي فما لهم لا يؤمنون . أعجب الخلق إيماناً قوم يأتون من بعدكم يجدون كتاباً في رَقٍّ فيؤمنون به " .