Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 117-118)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } قال مجاهد : يعني نفقة الكفار . وقال الحسن : نفقة المشركين والمنافقين ، يقول : لا يكون لهم في الآخرة منها ثواب ، وتذهب كما ذهب هذا الزرع الذي أصابته الريح التي فيها الصّر . والصّر : البرد الشديد في تفسير الحسن ومجاهد وغيرهما . قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ } [ أي من غير المسلمين ] { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } [ أي : شراً ] وهي مثل قوله : { وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ المُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً } [ التوبة : 16 ] ، في تفسير الحسن . وقال الحسن : نهاهم الله أن يتولوا المنافقين ، وقال مجاهد : المنافقين من أهل المدينة . { وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ } أي : وَدُّوا مَا ضَاقَ بكم ، كقوله : { إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا } [ آل عمران : 120 ] . قال : { قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } قال : قد ظهرت البغضاء من أفواههم لبغضهم الإِسلام ورسول الله والمؤمنين . { وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } أي في البغض والعداوة ، ولم يظهروا العداوة ، أسرّوها فيما بينهم ، فأخبر الله بذلك رسوله . وقال بعضهم : { قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } ، أي إلى إخوانهم من الكفار ، من غشِّهم الإِسلامَ وأهلَه وبغضِهم إياه : { وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } ، أي ما تكنّ صدورهم من العداوة والبغض أكبر ، أي : أعظم مما أبدوا . قال : { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الأَيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }