Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 119-120)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { هَأَنتُمْ أُوْلاَءِ تُحِبُّونَهُمْ } . يقول للمؤمنين : أنتم تحبّون المنافقين [ لأنهم أظهروا الإِيمان ، فأحَبّوهم على ما أظهروا ، ولم يعلنوا ما في قلوبهم ] { وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالكِتَابِ كُلِّهِ } أي : وهم لا يؤمنون ، وفيها إضمار . قوله : { وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ } أي أطراف الأصابع ، أي : عداوة لله ولرسوله وللمؤمنين . وقالوا بعضهم : إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ، ليس بهم إلا مخافة على دمائهم وأموالهم . { وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ } ، لِمَا يَجِدُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مِّنَ الغَيْظِ والكراهة للذي هم عليه . قال الله لنبيه : { قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي : بما في الصدور . قوله : { إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ } يعني بالحسنة الظهور على المشركين والنصر عليهم . { وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ } أي نكبة من المشركين { يَفْرَحُوا بِهَا } في تفسير الحسن . وقال بعضهم : إِنْ تُصِبْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ، أي : إذا رأوا من أهل الإِسلام أُلفةً وجماعة وظهوراً على عدوّهم غاظهم ذلك وساءهم ، وإذا رأوا من أهل الإِسلام اختلافاً وأصيب طرف من أطراف المسلمين سرّهم ذلك وأعجبوا به . قال : { وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } ، يعني المنافقين ، لأنهم لا شوكة لهم إلا بالأذى ، ولا يضرّون إلا أذى بالألسنة . { إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } أي بأعمالهم يحفظها حتى يجازيهم بها .