Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 179-180)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } أي المنافق من المؤمن . وقد ميّز المنافقين من المؤمنين يوم أحد . وقال بعضهم : يعني الكفار ؛ لم يكن ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضلالة ، حتى يميز الخبيث من الطيب ، فميَّزَ بينهم بالجهاد والهجرة . قوله : { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ } ذكروا أن المنافقين قالوا : ما شأن محمد ، إن كان محمد نبياً لا يخبرنا بمن يؤمن به قبل أن يؤمن به . فقال الله : { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ } . { وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ } . يقول : يستخلص من رسله من يشاء فيطلعه على ما يشاء من الغيب ، ثم يعرضه عليكم . كقوله : { عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ } [ الجن : 25 - 26 ] . قوله : { فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } أي : الجنة . قوله : { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُم } أي ليس ذلك بخير لهم { بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ } . قال مجاهد : يعني اليهود . { سَيُطَوَّقونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء كنز أحدكم يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان فيقول : أنا كنزك فيطلبه ، فما زال يطلبه حتى يُلْقِمَهُ يده فيقضقضها حتى يأتي على سائر بدنه " . قال الكلبي : يُطَوَّق شجاعين في عنقه فيلدغان جبهته ووجهه فيقول : أنا كنزك الذي كنزت ، أنا الزكاة التي بَخِلت بها . وقال بعضهم : يحملونها على رقابهم وظهورهم فلا تقبل منهم . وقال مجاهد : سيكلَّفون أن يأتوا بما بَخِلوا به يوم القيامة . قوله : { وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي يبقى وتفنون أنتم . { وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خِبِيرٌ } .