Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 181-184)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَّقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ } قالت اليهود : إن الله استقرضكم ، وإنما يستقرض الفقير . يعنون قول الله : { مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ } [ الحديد : 11 ] ، وقالوا : فهو فقير ونحن أغنياء . وقال بعضهم : ذكر لنا أنها نزلت في حيي بن أخطب ؛ لما أنزل الله : { مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً } قال : يستقرضنا ، افتقر إلينا . وقال مجاهد : لِم يستقرضنا وهو غني . قال الله : { سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ } يعني بهذا أوَّليهم الذين قتلوا الأنبياء . { وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ } يعني في الآخرة . { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } من الكفر والتكذيب { وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } . ثم قال : { الَّذِينَ قَالُوا } ببغيهم { إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ } قال الله : { قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ } من القربان الذي تأكله النار ، وأنتم تنظرون فلم تؤمنوا بهم ، وقتلتموهم . { فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أن الله عهد إليكم ذلك ، يعني أوليهم . وكانت الغنيمة قبل هذه الأمة لا تحلّ لهم ؛ كانوا يجمعونها فتنزل عليها نار من السماء فتأكلها . قال مجاهد : كان الرجل إذا تصدّق بصدقة فقُبِلت منه أنزلت عليها نار من السماء فأكلتها . ذكر عكرمة قال : ما أحلّت الغنائم لأحد قبلكم ، ولا حرّمت الخمر على أحد قبلكم . قوله : { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ المُنِيرِ } قال الكلبي : أما الزبر فكتب الأنبياء ، وأما الكتاب المنير فالحلال والحرام . قال الحسن : جاءوا بالبينات ، أي : الحجج ، والزبر والكتاب المنير ، وهما شيء واحد . وقال : فأمر الله نبيه بالصبر ، وعزاه ، وأعلمه أن الرسل قد لقيت في جنب الله الأذى .