Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 64-65)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } أي عدل بيننا وبينكم ، وهي لا إله إلا الله . { أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا } يعني النبي والمؤمنون { اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } . ذكر بعض المفسّرين قال : ذكر لنا أن نبي الله دعا يهود أهل المدينة إلى كلمة السواء لما أنزل الله { قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ } … إلى آخر الآية . وهم الذين حاجوا في إبراهيم ، وزعموا أنه مات يهودياً ، فأكذبهم الله ونفاهم منه فقال : { يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ } … الآية . أما قوله : { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ } فقد ذكروا أن عدي بن حاتم قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال : يا عديّ ، ألق هذا الوثن من عنقك . قال : وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى انتهى إلى هذه الآية : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ } … [ التوبة : 31 ] فقلت : إنا لا نتخذهم أرباباً من دون الله . فقال النبي عليه السلام : أليسوا يحلّون لكم ما حرّم الله عليكم فتستحلونه ، ويحرّمون عليكم ما أحلّ الله لكم فتحرّمونه ؟ قلت : بلى . قال : فتلك عبادتهم " . قوله : { يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } . قال الحسن : وذلك أنهم نحلوه أنه كان على دينهم ، فقالت اليهود ذلك ، وقالت النصارى ذلك ، فكذبهم الله جميعاً وأخبر أنه كان مسلماً . ثم احتج عليهم أنه إنما أنزلت التوراة والإِنجيل من بعده . وقال بعضهم : وما أنزلت التوراة والإِنجيل إلا من بعده ، أي : إنما كانت اليهودية بعد التوراة ، والنصرانية بعد الإِنجيل ؛ أفلا تعقلون .