Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 18-24)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً } أي : مشركاً أو منافقاً ، وهذا على الاستفهام . قال : { لاَ يَسْتَوُونَ } . { أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى } أي : يأوي إليها أهل الجنة ، وجنة المأوى اسم من أسماء الجنة . { نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } . قال : { وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا } أي : أشركوا أو نافقوا { فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوا أِن يَخْرُجُوا مِنْهَآ أُعِيدُوا فِيهَا } أي : إنهم إذا كانوا في أسفلها رفعتهم بلهبها حتى إذا كانوا في أعلاها وأرادوا أن يخرجوا منها ضربوا بمقامع من حديد فهووا إلى أسفلها . { وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } أي : في الدنيا . العذاب مذكر ، والنار مؤنثة ، وإنما عنى هنا العذاب ، ولذلك قال : { الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } . قوله : { وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى } أي : السيف يوم بدر { دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ } أي : جهنم ، والأكبر الأشد { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } لعل من بقي منهم يرجع من الشرك إلى الإِيمان ؛ فعذبهم بالسيف يوم بدر ، ومَنَّ بعدهم على من شاء بالإِيمان . وهذا تأويل من تأول الآية على المشركين ، ومن تأولها على المنافقين قال : { وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى } يعني إقامة الحدود في الدنيا ، وأكثر من كان يصيب الحدود المنافقون ؛ والسورة مكية ، والنفاق إنما كان بالمدينة بعدما فرض الجهاد والحدود والأحكام . قوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ } أي : المشركين { مُنتَقِمُونَ } . قوله : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ } يعني التوراة { فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ } تفسير الكلبي : يعني ليلةَ أُسْرِيَ به ، فلقيه النبي عليه السلام في السماء السادسة ليلةَ أُسْرِيَ به . وقد فسّرنا ذلك في حديث المعراج . وتفسير الحسن : { فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ } أي : من أنك تلقى من أمتك من الأذى ما لقى موسى من قومه من الأذى . قال : { وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِّبَنِى إِسْرَآءِيلَ } تفسير الحسن : وجعلنا موسى هدى لبني إسرائيل . [ وقال السّدي : { وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِّبَنِي إِسْرَآءِيلَ } يعني التوراة ] ، قال الله تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } أي : أنبياء يُقتدى بهم { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } أي : يدعون بأمرنا { لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } .