Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 14-16)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا } أي : [ لو دخل عليهم أبو سفيان ومن معه ] من أقطارها ، أي : من نواحيها ، يعني المدينة . { ثُمَّ سُئِلُوا } أي : طلبت منهم { الفِتْنَةَ } أي : الشرك { لأَتَوْهَا } أي : لجاءوها . رجع [ الضمير ] إلى الفتنة ، وهي الشرك على تفسير من قرأها خفيفة ؛ ومن قرأها مثقلة ممدودة { لآتوها } أي : لاعطوها ، يعني الفتنة ، وهي الشرك ، لأعطوها إياهم . { وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً } . وهذه الآية تقضي بين المختلفين ، تنفي عن المنافقين الشرك ، إن أبقى الله أهل الفراق ولم يكابروا عقولهم ؛ إذ يقول : { وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لأَتَوْهَا } ، يعني المنافقين ، والفتنة تعني الشرك ، { لأَتَوْهَا } أي : لجاءوها ولأعطوها . فكيف يُسألُون الشركَ وهم عليه ، وكيف يجيئون إلى الشرك ويعطونه من طلبه منهم وهم عليه ، فليتّق اللهَ أهلُ الفراق لنا وليعلموا أن المنافقين ليسوا بمشركين ، وقد برّأهم الله من الشرك في هذه الآية وأخبر أنهم لو دخل عليهم من أقطارها ، يعني من نواحيها ، ثم سئلوا الفتنة أي : الشرك لأتوها ، أي : لأعطوها ولأتوه . ما أبين هذا بنعمة الله وبحمده . قوله : { وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ } ذكروا أن جابر بن عبد الله قال : " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نفرّ ولم نبايعه على الموت " { وَكَانَ عَهْدُ اللهِ مَسْئُولاً } أي : يسألهم الله عن ذلك العهد الذي لم يُوفِّ به المنافقون . قال : { قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذَاً لاَّ تُمَتَّعُونَ } أي : في الدنيا { إِلاَّ قَلِيلاً } أي : إلى آجالكم .