Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 17-19)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : { قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللهِ } أي : يمنعكم من الله { إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً } أي : عذاباً . [ وقال بعضهم : القتل أو الهزيمة ] { أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً } أي : توبة ، يعني المنافقين . كقوله : { وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إِن شَآءَ } أي : الذين يَموتون على نفاقهم فيعذبهم { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } [ الأحزاب : 24 ] أي : أو يمن عليهم بالرجعة فيرجعون عن نفاقهم . [ وقال بعضهم : النصر والفتح ] قال : { وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللهِ وَلِيّاً } أي : يتولاهم فيدفع العذاب عنهم { وَلاَ نَصِيراً } أي : ينصرهم مما ينزل بهم من العذاب . قوله : { قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ } أي : يعوّق بعضهم بعضاً ، أي : إذ يأمر بعضهم بعضاً بالفرار { وَالْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا } أي : يأمر بعضهم بعضاً بالفرار . { وَلاَ يَأْتُونَ البَأْسَ } أي : القتال { إِلاَّ قَلِيلاً } وإنما قل لأنه إنما كان لغير الله ، أي : إنما فعلوه رياء وسمعة ، ولم تكن لهم فيه حسبة ولا نية . وهو كقوله : { وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً } [ النساء : 142 ] إلا التوحيد الذي كان منهم ، وهو قليل إذ لم يكملوه بالعمل الصالح . [ قال : { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } أي : لا يتركون لكم من حقوقهم من الغنيمة شيئاً ] . رجع الكلام إلى أول القتال قبل أن تكون الغنيمة قال : { فَإِذَا جَآءَ الْخَوْفُ } يعني القتال { رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ } أي : خوفًا من القتال . { فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ } أي : فإذا ذهب القتال { سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } أي : صاحوا عليكم . والسلق : الصّياح { أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ } أي : على الغنيمة . قال الله : { أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا } أي : لم يؤمنوا فيكملوا الإِيمان بالتقوى ؛ كقوله : { مِنَ الَّذِينَ قَالُوا ءَامَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ } [ المائدة : 41 ] ، أي : أقروا بألسنتهم ولم تكن قلوبهم تصبر على العمل بما أقروا به بألسنتهم . قال : { فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ } أي : أبطل حسناتهم لأنهم فعلوا ما فعلوا رياء وسمعة بغير نيّة ولا حسبة . وقال بعضهم : { أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ } أي : على القتال ، أي : لا يقاتلون فيرغبون في الجهاد ، ويحتسبون فيه ما يحتسب المؤمن . وتفسير الكلبي أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما مسَّهم الحصر والبلاء في الخندق رجع إلى أهله ليُصيب طعاماً أو إداماً ، فوجد أخاه يتغدّى تمراً . فدعاه ، فقال أخوه المؤمن : قد بخِلت عليَّ وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسك ، فلا حاجة لي في طعامك .