Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 21-24)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الأَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً } . وهذا الذكر تطوّع ليس فيه وقت . قال : { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ } يعنون الآية التي في سورة البقرة ، وقد فسّرناه قبل هذا الموضع . { وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ } . قال الله : { وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } { إِلاَّ إِيمَاناً } ، أي : تصديقاً { وَتَسْلِيماً } أي : لأمر الله . وتفسير الكلبي أن الأحزاب لما خرجوا من مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق أن يحفر ، فقالوا : يا رسول الله ، وهل أتاك من خبر ؟ فقال : نعم . فلما حُفِر الخندق وفُرِغ منه أتاهم الأحزاب . فلما رآهم المؤمنون قالوا : { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ … } إلى آخر الآية . قوله : { مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ } حيث بايعوه على أن لا يفروا ، وصدقوا في لقائهم العدو ، وذلك يوم أحد . { فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ } تفسير مجاهد : { فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ } أي : عهده فقتل أو عاش { وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ } يوماً فيه قتال فيقضي عهده ويقاتل [ فيقتل أو يصدق في لقائه ] . وبعضهم يقول : { فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ } أي : أجله ، يعني من قتل يومئذ : حمزة وأصحابه { وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ } أي : أجله . قال : { وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } كما بَدَّلَ المنافقون . قال : { لِّيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ } أي : المؤمنين الذين صدقوا في قولهم وفعلهم . { بِصِدْقِهِمْ } أي : بإكمالهم فرض الله ووفائهم بما عاهدوا الله عليه ، أي : يجزيهم بذلك الجنة . قال : { وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إِن شَآءَ } فيموتوا على نفاقهم فيعذبهم ، فإنه قد شاء عذابهم إذا ماتوا على نفاقهم فيعذبهم . { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } أي : يمن عليهم بالتوبة فيرجعوا عن نفاقهم ويتوبوا منه . { إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُوراً } أي : لمن تاب منهم من نفاقه وكفره { رَّحِيماً } أي : رحيماً له إذ جعل له من نفاقه متاباً ومرجعاً .