Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 4-4)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } تفسير مجاهد أن رجلاً من المشركين من بني فهر قال : إن في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد [ وكذب ] . وتفسير الكلبي أن رجلاً من قريش يقال له جميل كان حافظاً لما يسمع ؛ فقالت قريش : ما يحفظ جميل ما يحفظ بقلب واحد ، إن له لقلبين . قوله : { وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ } . وهو إذا قال الرجل لأمه : أنتِ عليّ كظهر أمي لم تكن عليه كأمه في التحريم فتحرم عليه أبداً ، ولكن عليه الكفّارة . وكفّارة الظّهار في أول سورة المجادلة : { فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً } [ المجادلة : 3 - 4 ] ، وكان الظهار عندهم في الجاهلية طلاقاً فجعل الله فيه الكفّارة . قال : { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ } كان الرجل في الجاهلية يكون ذليلاً فيأتي الرجلَ ذا القوّة والشرفِ فيقول : أنا ابنك ، فيقول : نعم ، فإذا قَبِله واتَّخذه ابناً أصبح أعزَّ أهلها . وكان زيد بن حارثة منهم . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنَّاه يومئذ على ما كان يُصنَع في الجاهلية ، وكان مولىً لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما جاء الإِسلام أمرهم الله أن يُلحِقوهم بآبائهم فقال : { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ } . { ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ } يعني ادّعاءَهُمْ هؤلاء ، وقول الرجل لامرأته أنت عليّ كظهر أمّي . قال : { وَاللهُ يَقُولُ الحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ } أي : يهدي إلى الهدى . وقوله : { الحَقَّ } في هذا الموضع أنه أمر هؤلاء المُدَّعِينَ أن يُلحِقوا هؤلاء المُدَّعِيْنَ بآبائهم .