Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 5-6)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { ادْعُوهُمْ لأَِبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللهِ } أي : هو أعدل عند الله { فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ } أي : قولوا وليُّنا فلان ، وأخونا فلان . { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } أي : حرج ، أي : إثم { فِيمَآ أَخْطَأْتُم بِهِ } أي : إن أخطأ الرجل بعد النهي فنسبه إلى الذي تبنّاه ناسياً فليس عليه في ذلك إثم . { وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ } أي : أن تدعوهم إلى غير آبائهم الذين ألحقهم الله بهم متعمّدين لذلك . وهو تفسير الحسن . وقال مجاهد : { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُم بِهِ } أي : ما كان قبل النهي في هذا وغيره [ { وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ } أي : بعد النهي في هذا وغيره ] { وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً } . قوله : { النَّبِيُّ أوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ } . قال مجاهد : هو أبوهم { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } [ أي : في التحريم مثل أمهاتهم : ذكروا عن مسروق عن عائشة أن امرأة قالت لها : يا أُمَّهْ . فقالت : لست لك بأم ، إنما أنا أُمُّ رجالكم ] . قال : { وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ في كِتَابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ } . وقد كان نزل قبل هذه الآية في سورة الأنفال : { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا } [ الأنفال : 72 ] فتوارث المسلمون بالهجرة . وكان الأعرابي المسلم لا يرث من قريبه المهاجر المسلم شيئاً فنسختها هذه الآية : { وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ } ، فخلط الله المؤمنين بعضهم ببعض فصارت المواريث بالملل . ذكروا عن أبي أمامة الباهلي قال : لا يتوارث أهل ملتين شتى . ذكروا عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يرث الكافر المسلم ، ولا المسلم الكافر " . ذكروا عن الزهري أن أبا طالب مات وترك طالباً وجعفراً وعليّاً وعقيلاً فورثه طالب وعقيل ، ولم يرثه جعفر ولا علي . قال : { إِلاَّ أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَآئِكُم } أي : إلى قراباتكم من أهل الشرك { مَّعْرُوفاً } يعني بالمعروف الوصية . قال بعضهم : جازت لهم الوصيّة ولا ميراث لهم . ثم رجع إلى قوله : { وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ } فقال : { كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً } أي : مكتوباً ، أي : لا يرث كافر مسلماً . وقد قال عليه السلام : " لا يرث المسلم الكافر " .