Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 20-22)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } يعني جميع المشركين { فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } وذلك أنه كان يطيف بجسد آدم قبل أن ينفخ فيه الروح ، فلما رآه أجوف عرف أنه لا يتمالك ، ثم وسوس بعد لآدم فأكل من الشجرة ، فقال في نفسه : إن نسل هذا سيكونون مثله في الضعف فلذلك قال : { لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإِسراء : 62 ] . وقال : { فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ سورة ص : 82 ] وقال : { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [ الأعراف : 17 ] ، وأشباه ذلك . وبعضهم يقول : إن إبليس قال : خلقت من نار وخلق آدم من طين ، والنار تأكل الطين ، فلذلك ظن أنه سيضل عامتهم . وكان الحسن يقرأ هذا الحرف : { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } يقول : لقد صدّق عليهم ظنّ إبليس ، فيها تقديم ، ثم قال : ظَنٌّ ظَنَّهُ ، ولم يقل ذلك بعلم ، يقول : فصدَّق ظنَّه فيهم . ومجاهد يقرأها : { وَلَقَدْ صُدِّقَ عَلَيْهِم إبليسُ ظَنُّه } . يقول : صُدِّقَ إِبْلِيس ظنُّه فيهم حيث جاء أمرهم على ما ظنَّ . قال : { وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ } كقوله : { فَإِنَّكُمْ } يا بني إبليس { وَمَا تَعْبُدُونَ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } أي : ليس له عليكم سلطان { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ } [ الصافات : 161 - 163 ] . أي : لستم بمضلي أحد إلا من هو صال الجحيم . قال : { إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالأَخِرَةِ } وهذا علم الفَعال . { مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا } أي : من الآخرة { فِي شَكٍّ } منها . وإنما جحد المشركون الآخرة ظناً منهم ، وذلك منهم على الشك . قال : { وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } أي : حتى يجازيهم في الآخرة . قوله : { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ } يعني أوثانهم ، أي : زعمتم أنهم آلهة { لاَ يَمْلِكُونَ } أي : لا تملك تلك الآلهة { مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } أي : وزن ذرة { فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا } أي : في السموات و الأرض { مِن شِرْكٍ } { وَمَا لَهُ } أي : لله { مِنْهُم } أي : من أوثانهم { مِّن ظَهِيرٍ } أي : من عوين .