Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 23-23)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ } أي : عند الله { إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } أي : لا يشفع الشافعون ، إلا للمؤمنين ، أي : تشفع الملائكة والنبيُّون ، والمؤمنون ، ليس يعني أنهم يشفعون للمشركين فلا يشفَّعون . [ وحديث الحسن بن دينار عن الحسن قال : أهل الكبائر لا شفاعة لهم ] . قال : { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى } [ الأنبياء : 28 ] وقال في آية أخرى : { وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ الزخرف : 86 ] أي : شهد بلا إله إلا الله وهم يعلمون ، أي : وقلوبهم مخلصة بشهادة ألا إله إلا الله ، يعلمون أنها الحق ويعملون بما يعلمون ، وليس الشفاعة لهم من معنى قد وجب عليهم ، فلا ، لا ، إلا لتخفيف بعض أهوال الموقف . قال : { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } [ المدثر : 48 ] من الملائكة والنبيين ، أي : إن المنافقين لا يشفعون لهم ، إنما يشفعون لمن ارتضى الله لهم ، وهم المؤمنون . قوله : { حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الْكَبِيرُ } . قال بعضهم : إن أهل السماوات لم يسمعوا الوحي فيما بين عيسى وبين محمد إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء . فلما بعث الله جبريلَ إلى محمد بالوحي سمع أهل السماوات الوحي كجرّ السلاسل على الصخور ، فصعق أهل السماوات مخافة أن تقوم الساعة . فلما فرغ من الوحي وانحدر جبريل جعل كلما مرّ بأهل سماء فزِّع عن قلوبهم ، أي : جلِّيَ عن قلوبهم . وقالوا : { مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ } فيقولون : الحق من عند الحق ، يعنون الوحي ، { وَهُوَ الْعَلِيُّ } أي : لا أعلى منه { الكَبِيرُ } أي : فلا أكبر منه . ذكروا عن كعب قال : إن أقرب الملائكة إلى الله إسرافيل . فإذا أراد الله أمراً أن يوحيه جاء اللوح حتى يصفق جبهة إسرافيل ، فيرفع رأسه وينظر ، فإذا الأمر مكتوب ، فينادي جبريل ، فيأتيه فيقول : أمرت بكذا ، أمرت بكذا . فلا يهبط جبريل من سماء إلى سماء إلا فزع أهله مخافة الساعة ، حتى يقول جبريل : الحق من عند الحق ، فيهبط على النبي صلى الله عليه وسلم فيوحيه إليه .