Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 33-37)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ } أي : بل مكركم بالليل والنهار ، أي : كيدكم وكفركم في تفسير الحسن . وتفسير الكلبي : { بَلْ مَكْرُ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ } أي : بل قولكم لنا بالليل والنهار { إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً } أي : أعدالاً ، يعني أوثانهم ، عدلوها بالله فعبدوها من دونه . قال الله : { وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ } في أنفسهم يوم القيامة { لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ } على الاستفهام { إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي : إنهم لا يجزون إلا ما كانوا يعملون . قوله عزّ وجل : { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ } أي : من نبيٍّ ينذرهم عذاب الدنيا وعذاب الآخرة { إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ } أي : جبابرتها وعظماؤها ، في تفسير بعضهم . والمترفون أهل السَّعة والنَّعمة { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ } فاتَّبَعَهم على ذلك السفلة فجحدوا كلهم . { وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً } قالوا ذلك للأنبياء والمؤمنين ، أي : يعيّرونهم بالفقر وبقلّة المال { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } . قال الله : { قُلْ } يا محمد { إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } أي : يوسّع الرزق لمن يشاء { وَيَقْدِرُ } أي : ويقتّر عليه الرزق . فأما المؤمن فذلك نظر من الله له . قال : { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني جماعة المشركين لا يعلمون . قال : { وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلآ أَوْلاَدُكُم } يقوله للمشركين { بِالَّتِى تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى } والزلفى القربة ، لقولهم للأنبياء والمؤمنين : نحن أكثر أموالاً وأولاداً منكم . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم " . قال : { إِلاَّ مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ } في إيمانه { صَالِحاً } [ أي : ليس القربة عندنا إلا لمن آمن وعمل صالحاً ] . قال : { فَأُوْلَئِكَ } أي : الذين هذه صفتهم { لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ } أي : تضعيف الحسنات . كقوله : { مَن جَآءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } [ الأنعام : 160 ] ثم أنزل بعد ذلك في المدينة : { مَّثَلُ الّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ } [ البقرة : 261 ] ثم صارت بعد في الأعمال الصالحة كلها ، الواحدة بسبعمائة . ذكروا عن الحسن وغيره عن عبد الله بن مسعود أنه قال : لأن أعلم أنه تُقُبِّلَت مني تسبيحة واحدة أحب إليّ من الدنيا وما فيها . قال بعضهم : بلغني عن سعيد بن جبير أنه قال : من كتب الله له حسنة دخل الجنة ، و { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ } [ المائدة : 27 ] . قال تعالى : { وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ } أي : في غرفات الجنة { ءَامِنُونَ } أي : آمنون من النار ومن الموت ومن الخروج منها ومن الأحزان ومن الأسقام والأمراض .