Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 31-32)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ } أي : لن نصدّق بهذا القرآن { وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } يعنون التوراة والإِنجيل لأن الله أمر المؤمنين أن يصدّقوا بالقرآن وبالتوراة والإِنجيل أنها من عند الله ولا يُعمَل بما فيهما إلا ما وافق القرآن . قال بعضهم : وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل في القرآ ن شيء مما ذكر في التوراة والإِنجيل عَمِل به ، فإِذا نزل في القرآن ما ينسخه تركه . وقد نزل في القرآن شيء مما في التوراة والإِنجيل ولم ينسخ في القرآن ، مثل قوله { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ } أي : في التوراة { أَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ … } إلى آخر الآية [ المائدة : 45 ] فنحن نعمل بها لأنها لم تنسخ . فجحد مشركو العرب القرآن والتوراة والإِنجيل في قوله : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } . وقال الحسن : قد كان كتاب موسى حجة على مشركي العرب فقالوا : { لَوْلآ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى } قال الله : { أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَآ أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا } يعنون موسى ومحمداً ؛ وقال سعيد بن جبير : يعنون موسى وهارون . { وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } قال الله : { قُلْ } يا محمد { فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ القصص : 48 - 49 ] . قوله تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ } أي : المشركون { مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } أي : يوم القيامة { يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا } وهم السفلة { لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا } وهم الرؤساء والقادة في الشرك { لَوْلآ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } . { قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا } وهم الأتباع { أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ } على الاستفهام { عَنِ الهُدَى } أي : عن الإِيمان { بَعْدَ إِذْ جَآءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ } أي : مشركين .