Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 39-42)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } وهي مثل الأولى وقد فسّرناها . { وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ } أي : في طاعة الله { فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } . ليس يعني أنه إذا أنفق شيئاً أخلف له مثله ، ولكن يقول : الخلف كله من الله أكثر مما أنفق وأقلّ ، أي : ليس بخلف النفقةَ ويرزق العبادَ إلا اللهُ . وقال بعضهم : يُخلفه خيراً في الآخرة ، أي : يعوّضكم منه الجنّة . وبلغنا عن مجاهد أنه قال : لا ينفقن أحدكم كل ما في يده فيتأول هذه الآية : { وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ } . ذكروا " عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده أنه لما تِيبَ عليه جاء بماله كله إلى النبي صلى الله عليه وسلم صدقة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك شطره فهو خير لك " . قوله : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } يعني المشركين وما عبدوا { ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَؤُلآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ } على الاستفهام ، وهو أعلم بذلك منهم { قَالُوا } أي : قالت الملائكة { سُبْحَانَكَ } ينزهون الله عمّا يقول المشركون { أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم } أي : إنا لم نكن نواليهم على عبادتهم إيانا . { بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجِنَّ } أي الشياطين من الجن هي التي دعتهم إلى عبادتنا ولم ندعهم إلى عبادتنا ، فهم بطاعتهم الشياطين عابدون لهم . كقوله : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ } [ يس : 60 ] ، وكقوله : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلآ إنَاثًا } أي : شيئاً ليس فيه روح ، يعني أوثانهم { وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [ النساء : 117 ] . قال : { أَكْثَرُهُم } يعني جماعة المشركين { بِهِم } أي : بالشياطين { مُّؤْمِنُونَ } أي : مصدّقون بما وسوسوا إليهم من عبادة من عبدوا فعبدوهم . قال الله : { فَاليَوْمَ } يعني يوم القيامة { لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً } أي : الشياطين والكفار { وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا } أي : أشركوا { ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } وهم جيمعاً قرناء في النار : الشياطين ومن أضلوا يلعن بعضهم بعضاً ويبرأ بعضهم من بعض .