Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 43-46)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } أي : القرآن { قَالُوا مَا هذَا } يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هذَا } أي : القرآن { إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرىً } أي : إلا كذب افتراه محمد . قال الله : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ } أي : للقرآن { لَمَّا جَآءَهُمْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } . قال الله : { وَمَآ ءَاتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَّدْرُسُونَهَا } أي : يقرأونها ، أي : بما هم عليه من الشرك . { وَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ } كقوله : { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } [ القصص : 46 ] أي : من نذير من أنفسهم ، يعني قريشاً . قال الحسن : كان موسى حجة عليهم . قال : { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي : من قبل قومك يا محمد . { وَمَا بَلَغُوا } أي : وما بلغ هؤلاء { مِعْشَارَ مَآ ءَاتَيْنَاهُمْ } أي : عشر ما آتيناهم من الدنيا ، يعني الأمم السالفة . وقال في آية أخرى : { كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً } [ التوبة : 69 ] . [ ذكروا عن الحسن قال : { وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَآ ءَاتَيْنَاهُمْ } قال : ما عملوا معشار ما أمروا به ] . قال : { فَكَذَّبُوا رُسُلِي } فأهلكتهم { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي : فكيف كان عقابي ؛ على الاستفهام . أي : كان شديداً . يحذّرهم أن ينزل بهم مثل ما نزل بهم . قال الله : { قُلْ } يا محمد { إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ } أي : بلا إله إلا الله . يقوله للمشركين { أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى } يقول : أن تقوموا واحداً واحداً أو اثنين اثنين { ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم } أي : بمحمد صلى الله عليه وسلم { مِّن جِنَّةٍ } أي : من جنون { إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم } أي : من العذاب { بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } يعني عذاب جهنم . أي : أرسل محمداً بين يدي عذاب شديد . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما مثلي ومثل الساعة كهاتين ، فما فضل إحداهما على الأخرى ، فجمع بين أصبعه السّبّابة والوسطى " .