Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 8-11)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَفْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ } أي : جنون . قال الله : { بَلِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ } أي : في الآخرة { وَالضَّلاَلِ } أي : في الدنيا { البَعِيدِ } الذي لا يصيبون منه خيراً في الدنيا ولا في الآخرة . وقال بعضهم : البعيد من الهدى . وقال بعضهم : ( الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ ) أي : الشقاء الطويل . قال الله : { أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم } أي : حيثما قام الإِنسان فإن بين يديه من السماء والأرض مثل ما خلفه منها . { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ } والكسف : القطعة . والكسف مذكر ؛ والقطعة مؤنثة ، والمعنى على القطعة . قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً } أي : لعبرة { لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } . وهو المقبل إلى الله بالإِخلاص له . قوله : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً } يعني النبوة { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ } أي : سبّحي معه { وَالطَّيْرَ } . وهو قوله : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ } [ الأنبياء : 79 ] . قال : { وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ } ألانه الله له ، فكان يعمل بلا نار ولا مطرقة بأصابعه الثلاث كهيئة الطين بيده { أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ } وهي الدروع { وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ } أي : لا تعظم المسمار وتصغر الحلقة فتنقسم الحلقة ، ولا تعظّم الحلقة وتصغر المسمار فينكسر المسمار . وبلغنا أن لقمان حضر داوود عند أول درع عملها ، فجعل يتفكر فيما يريد بها ولا يدري ما يريد بها . فلم يسأله ؛ حتى إذا فرغ منها داوود قام فلبسها فقال لقمان : الصمت حكمة ، وقليل فاعله . قال : { وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } أي : لا يغيب عن الله من أعمالهم شيء .