Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 19-24)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ } وهذا تبع للكلام الأول : { وَمَا يَسْتَوِي البَحْرَانِ هذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } ، { وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ } ، { وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَآءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ } وهذا كله مثل للمؤمن والكافر ؛ كما لا يستوي البحران العذب والمالح وكما لا يستوي الأعمى والبصير وكما لا تستوي الظلمات والنور فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر . قوله : { وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ } يعني ظلّ الجنة ، والحرور ، يعني النار . وقوله : { وَمَا يَسْتَوِى الأَحْيَآءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ } الأحياء هم المؤمنون ، أي : الأحياء في الدين كقوله : { أَوَمَن كَانَ مَيْتاً } [ الأنعام : 122 ] أي : كافراً { فَأَحْيَيْنَاهُ } [ الأنعام : 122 ] أي : بالإِيمان والأموات هم الكفار ، أي : أموات في الدين . { إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ } أي : يهديه للإِيمان { وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي القُبُورِ } أي : وما أنت بمسمع الكفار ، أي : هم بمنزلة الأموات من أهل القبور لا يسمعون منك الهدى سمع قبول ، أي : لا يقبلون منك ما تدعوهم إليه كما أن الذين في القبور لا يسمعون . قال : { إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } أي : تنذر الناس ، ليس عليك غير ذلك ، والله يهدي من يشاء ، أي : يمنّ عليه بالقبول لما يدعوه إليه من دين الله فيقبله . { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ } أي : بالقرآن { بَشِيراً وَنَذِيراً } أي : بشيراً بالجنة ونذيراً من النار { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [ يعني الأمم الخالية كلها قد خلت فيهم النذر ] . وقال بعضهم : [ أي : وإن من أمة ممن أهلكنا إلا خلا فيها نذير ] . يحذّر المشركين أن ينزل بهم ما نزل بهم إن كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم كما كذّبت الأُممُ رسلَها .