Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 37-40)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا } أي : في النار { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } أي : أخرجنا فردنا إلى الدنيا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل . قال الله : { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم . ذكر بعضهم قال : نزلت هذه الآية فيها ابن ثمان عشرة سنة . وكل شيء ذُكِر من كلام أهل النار فهو قبل أن يقول الله لهم : { قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ المؤمنون : 108 ] . قوله : { فَذُوقُوا } أي : العذاب { فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } وهذا ظلم الشرك وهو ظلم فوق ظلم ، وظلم دون ظلم . قوله : { إِنَّ اللهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } غيب السماوات هو ما ينزل من السماء من المطر وما فيها ، وغيب الأرض ما يخرج منها من النبات وما فيها . { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } . وهو كقوله : { أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ } [ العنكبوت : 10 ] وكقوله : { وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } [ التغابن : 4 ] وأَشباه ذلك . قوله : { هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ } أي : خلفاً من بعد خلف . { فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } أي : إنه يثاب عليه النار { وَلاَ يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلاَ يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً } . قوله : { قُلْ أَرَءيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ } أي : في خلق السماوات ، على الاستفهام ، أي : إنهم لم يخلقوا مع الله منها شيئاً . { أَمْ ءَاتَيْنَاهُمْ كِتَاباً } [ فيما هم عليه من الشرك ] . { فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِّنْهُ } أي : لم يفعل ذلك . كقوله : { أَمْ ءَاتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ } أي : فيما هم عليه من الشرك ، { فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } [ الزخرف : 21 ] قال : { بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ } أي : المشركون . كل هذا ظلم الشرك ، وهو ظلم دون ظلم ، وظلم فوق ظلم { بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً } يعني الشياطين الذين دعتهم إلى عبادة الأوثان والمشركين الذين دعا بعضهم بعضاً إلى ذلك .