Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 41-43)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولاَ } أي : لئلا تزولا . { وَلَئِن زَالَتَآ إِن أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } . وهذه صفة . يقول : إن زالتا ولن تزولا . ذكروا عن الأعمش عمّن حدّثه عن عبد الله بن مسعود أن رجلاً جاء إليه ؛ فرأى عبدُ الله بن مسعود عليه أثرَ السفر ، فقال له : من أين قدمت ؟ قال : من الشام . قال : فمن لقيت ؟ قال : لقيت فلاناً وفلاناً ، ولقيت كعبَ الأحبار . قال : فما حدّثك به ؟ قال : حدّثني أن السماوات تدور على منكبي مَلك . فقال عبد الله بن مسعود : ليتك افتديت من لُقِيّك إياه براحلتك ورَحلك ؛ كذب كعب ، إن الله يقول : { إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِن أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } . قال الله : { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } أي : حليماً لا يعجِّل بالعقوبة ، غفوراً لمن تاب وآمن . قوله : { وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لِّيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ } كقوله : { وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ الأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ } [ الصافات : 167 - 169 ] . قال الله : { فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } أي : محمد صلى الله عليه وسلم { مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } أي : الإِيمان . { اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ } أي : عن عبادة الله { وَمَكْرَ السَّيِّىءِ } يعني الشرك وما يمكرون برسول الله وبدينه . وقال في آية أخرى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا … } إلى آخر الآية [ الأنفال : 30 ] . قال : { وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ } وهذا وعيد لهم . قال : { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ } أي : سنة الله في الأولين . كقوله : { سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } [ غافر : 85 ] المشركين ، أي : إنهم كانوا إذا كذّبوا رسلهم أهلكهم ، فيؤمنون عند نزول العذاب فلا يقبل ذلك منهم . قال : { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً } أي : لا يبدِّل بها غيرها { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً } أي : لا تحول . وأخّر عذاب كفار آخر هذه الأمّة إلى النفخة الأولى بالاستئصال ، بها يكون هلاكهم . وقد عذّب أوائل مشركي هذه الأمَّة بالسيف يوم بدر .