Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 4-9)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } يعزّيه بذلك ويأمره بالصبر . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ما أصاب أحداً من هذه الأمة من الجهد في الله ما أصابني " قال : { وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ } أي : إليه مصيرها يوم القيامة . قوله تعالى : { يَآأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } أي : ما وعد الله من الثواب والعقاب { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرُورُ } وهو الشيطان . { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ } يدعوكم إلى معصية الله { فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ } أي : أصحابه الذين أضل { لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } أي : يوسوس إليهم بعبادة الأوثان ليكونوا من أصحاب السعير ، فأطاعوه . والسعير اسم من أسماء جهنم ، وهو الرابع . قال : { الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي : جهنم ، قال : { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ } أي : لذنوبهم { وَأَجْرٌ } أي : ثواب { كَبِيرٌ } أي : الجنة . قال : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسَناً } أي : كمن آمن وعمل صالحاً . أي : لا يستويان . وهذا على الاستفهام ، وفيه إضمار . قال : { فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ } أي : على المشركين { حَسَرَاتٍ } أي : لا تتحسر عليهم إذا لم يؤمنوا ؛ كقوله : { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } [ النحل : 127 ] قال : { إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } . قوله : { وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ } أي : فسقنا الماء في السحاب { إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ } أي : ليس فيه نبات ، أي : إلى أرض ميتة ليس فيها نبات . لما قال : { إِلَى بَلَدٍ } قال : { مَيِّتٍ } لأن البلد مذكر ، والمعنى على الأرض ، وهي مؤنثة . قال : { فَأَحْيَيْنَا بِهِ } أي : بالمطر { الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } أي : بعد أن كانت يابسة ليس فيها نبات . { كَذَلِكَ النُّشُورُ } أي : هكذا يحيون بعد الموت بالماء يوم القيامة ؛ أي : يرسل الله المطر فيها كمني الرجال فتنبت به جسمانهم ولحمانهم كما تنبت الأرض من الثرى . ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض ، فينفخ فيه ، فينطلق كل روح إلى جسده حتى يدخل فيه ، ثم يقومون فيجيبون إجابة رجل واحد قياماً لرب العالمين . ذكر بعضهم قال : إن الحساب يكون عند الصخرة إلى بيت المقدس .