Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 58-65)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } قال بعضهم : يأتي الملك من عند الله إلى أحدهم فلا يدخل عليه حتى يستأذن عليه ، يطلب الإِذن من البواب الأول فيذكره للبوّاب الثاني ، ثم كذلك حتى ينتهي إلى البواب الذي يليه ، فيقول له البواب : ملك على الباب يستأذن ، فيقول : ائذن له ؛ فيدخل بثلاثة أشياء : بالسلام من الله ، وبالتحفة والهدية ، وبأن الله عنه راض . وهو قوله : { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } [ الإِنسان : 20 ] . قوله : { وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ } أي : المشركون والمنافقون ، أي : تمايزوا عن أهل الجنة إلى النار . وقال بعضهم : عزلوا عن كل خير . قوله تعالى : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ } أي : إنهم عبدوا الأوثان بما وسوس إليهم الشيطان ، فأمرهم بعبادتهم ، فإنما عبدوا الشيطان . قال : { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } . قال : { وَأَنِ اعْبُدُونِي } أي : لا تشركوا بي شيئاً { هذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } أي : هذا دين مستقيم . والصراط الطريق السهل إلى الجنة . قال : { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً } أي : خلقاً كثيراً ، أضل من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين . قال : { أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ } . وأخبر عنهم فقال في آية أخرى : { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [ الملك : 10 ] أي : لو كنا نسمع أو نعقل لآمنا في الدنيا فلم نكن من أصحاب السعير . قال الله : { فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ } [ الملك : 11 ] . قوله : { هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } أي : في الدنيا إذا لم تؤمنوا { اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } أي : في الدنيا . { الْيَوْمَ } يعني في الآخرة { نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي : يعملون . ذكروا عن أبي موسى الأشعري قال : قالوا والله ما كنا مشركين ، فختم الله على أفواههم ، ثم قال للجوارح : انطقي ، قال : إن أوّلَ ما يتكلم من أحدهم فخذه . قال الحسن [ بن دينار : نسيت ] اليسرى قال أم اليمنى . وتفسير الحسن : إن هذا آخر مواطن يوم القيامة ، فإذا ختمت أفواههم لم يكن بعد ذلك إلا دخول النار .