Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 66-69)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ } يعني المشركين { فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ } أي : لو نشاء لأعميناهم فاستبقوا الصراط ، أي : الطريق ، { فَأَنَّى يُبْصِرُونَ } أي : فكيف يُبْصرون إذا أعميناهم . قال : { وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ } أي : لو نشاء لأقعدناهم على أرجلهم . { فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } أي : إذا فعلنا ذلك بهم لم يستطيعوا أن يتقدّموا ولا يتأخروا . قال : { وَمَن نُّعَمِّرْهُ } أي : إلى أرذل العمر . { نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ } فيكون بمنزلة الصبيّ الذي لا يعقل . وهو كقوله : { وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً } [ الحج : 5 ] قال : { أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } يقوله للمشركين . أي : فالذي خلقكم ، ثم جعلكم شبّاناً ، ثم جعلكم شيوخاً ، ثم نكسكم في الخلق فردّكم بمنزلة الطفل الذي لا يعقل قادر على أن يبعثكم يوم القيامة . قوله : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ } يعني النبي عليه السلام { وَمَا يَنبَغِي لَهُ } أي : أن يكون شاعراً ولا يروي الشعر . ذكروا عن عائشة أنها قالت : لم يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت شعر قط ؛ غير أنه أراد أن يتمثّل ببيت شاعر بني فلان فلم يُقِمه . قال بعضهم : أظنُّه الأعشى ، وبعضهم يقول : طرفة بن العبد . ذكروا عن أبان العطار أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قاتل الله طرفة حيث يقول : @ سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً وَيَأتِيكَ من لم تزوّد بالأخبار @@ فقيل له : إنه قال : وَيأتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَن لَّمْ تُزَوِّدِ فقال : هذا وذاك سواء . وقال بعضهم : هو شعر لعباس بن مرداس تمثل ببيت منه فلم يُقِمه . وهو قوله : @ أَتَجْعَلَ نَهْبِي وَنَهْبَ العُبَيْـ ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ @@ فقال النبي عليه السلام : " أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة . " فقال له أبو بكر : بين عيينة والأقرع . فقال النبي عليه السلام : " هذا وذاك سواء . " فلم ينطق لسانه بالشعر . وأداره مراراً فلم ينطق به . فأنزل الله : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } أي : أن يكون شاعراً . قال : { إِنْ هُوَ } يعني ما هو { إِلاَّ ذِكْرٌ } يذكرون به الجنة . وقال بعضهم : إن هو إلا تفكر في ذات الله . { وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ } أي : بيّن .