Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 7-9)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ } . يعني لقد سبق القول على أكثرهم أي : من لا يؤمن منهم . { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } . قوله : { إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ } أي : فهم فيما تدعوهم إليه من الهدى بمنزلة الذي في عنقه الغل ، فهو لا يستطيع أن يبسط يده ، أي : أنهم لا يقبلون الهدى ، والمقمح ، فيما ذكروا عن عبد الله بن مسعود ? الذي غُلَّت يده إلى عنقه . وقال بعضهم : الأذقان : الوجوه ، أي : غلّت يده فهي عند وجهه . وتفسير الحسن : المقمح : الطامح ببصره الذي لا يبصر موطئ قدمه ، أي : حيث يطأ ؛ أي : لا يبصر الهدى . وقال مجاهد : رافعو رؤوسهم وأيديهم موضوعة على أفواههم . قال : { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً } ذكروا عن عكرمة قال : { مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً } قال : ما صنع الله فهو سَد ، وما صنع ابن آدم فهو سُد ] . وقد قالوا : { وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } [ فصّلت : 5 ] أي : فلا نبصر ما تقول . قال : { فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } أي : الهدى . وهذا كلّه كقوله : { وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً } فلا يبصر الهدى بالكفر الذي عليه . قال : { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ } [ الجاثية : 23 ] أي : لا أحد يهديه بعد أن يضلّه الله بفعله . وبعضهم يقول : { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً } أي : ما كان عليه آباؤهم { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } أي : من خلف آبائهم { سَدّاً } يعنيهم ؛ وهو تكذيبهم بالبعث . { فَأَغْشَيْنَاهُمْ } يعني ظلمة الكفر بكفرهم ، { فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } أي : لا يبصرون الهدى .