Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 104-107)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَنَادَيْنَاهُ أَن يَآ إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } وهذا وحي مشافهة من الملك . ناداه الملك من عند الله أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . { إِنَّ هذَا لَهُوَ الْبَلآءُ الْمُبِينُ } أي : النعمة البيّنة عليك من الله إذ لم تذبح ابنك . قوله تعالى : { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } أي : بكبش عظيم . وذكر عن مجاهد قال : متقبّل . وذكر أبو الطفيل عن ابن عباس قال : فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعْيَن ، فذبحه . ذكر بعضهم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : الذي فدي به إسحاق . ذكروا عن الأحنف بن قيس قال : حدّثني العبّاس بن عبد المطلب أن الذي فدي إسحاقُ . ذكر الخليل بن مرة ، يرفع الحديث إلى النبي عليه السلام أنه إسحاقُ . وقال الحسن : بشر إبراهيم بإسحاق مرّتين : مرّة بولادته ، ومرّة بأنه نبي . ذكر كيف أُرِىَ فِي المنام أن يذبحه ، وكيف كان أراد ذبحه وكيف فُدِيَ فقصّ قصّته ، ثم قال : { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً } أي : بأنه نبيّ . فمن جعل القصة كلَّها لإِسحاق فهو يقول : هو الذي أُمِر إبراهيم بذبحه وبشّره مرتين على هذا التأويل . ومن جعل القصة لإِسماعيل فيقول : هو الذي أمر إبراهيم بذبحه . ويجعل القصة كلها له . ثم قال من بعد ، أي : من بعد ما أرى في المنام ذبحه ، وكيف أراه ذبحه ، وكيف فدي ، فقصّ قصته كلها ، حتى انقضت قال : { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ } كل هذا قالته العلماء ، وقد فسّروه على ما وصفنا . وأحقهم أن يكون إسماعيل هو الذي أمر إبراهيم بذبحه ، وهو أوفق لما في القرآن .