Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 149-163)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَاسْتَفْتِهِمْ } أي : فاسألهم ، يعني المشركين { أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ } وذلك لقولهم إن الملائكة بنات الله . قال : { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } أي : البنات { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى } أي : الغلمان { لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ } [ النحل : 62 ] . قوله : { أَمْ خَلَقْنَا الْمَلآئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ } أي : لخلقهم ، أي : لم نفعل ، ولم يشهدوا خلقهم ، وهو كقوله : { وَجَعَلُوا الْمَلآئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ } [ الزخرف : 19 ] أي : لم يشهدوا خلقهم . قال الله : { أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ } أي : من كذبهم { لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللهُ } أي : ولد البنات ، يعنون الملائكة . قال : { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } . { أَصْطَفَى الْبَنَاتِ } أي : أختار البنات { عَلَى البَنِينَ } أي : لم يفعل { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } أي : حجة بيّنة ، على الاستفهام { فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ } أي : الذي فيه حجّتكم { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي : إن الملائكة بنات الله ، أي : ليس لكم بذلك حجة . قوله تعالى : { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِنَّةِ نَسَباً } . ذكروا أن اليهود قالت : إن الله صاهر الجن فكانت من بينهم الملائكة . قال الله : { وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } أي : مدخلون في النار { سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ } ينزّه نفسه عما يكذبون . وقال بعضهم : قال مشركو العرب : إنه صاهر الجن . وقال الجنُّ صِنف من الملائكة فكانت له منهم بنات . قوله : { إِلاَّ عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ } أي : المؤمنين . وهذا من مقاديم الكلام يقول : { وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } إِلاَّ عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ { سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ } يعني الذين جعلوا بينه وبين الجنة نسباً . قوله : { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجَحِيمِ } [ قال الحسن : ما أنتم عليّ بفاتنين ، يا بني إبليس ، إنه ليس لكم سلطان إلا على من هو صال الجحيم ] . وبعضهم يقول : { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } أي : ما أنتم بمضلّين أحداً يا بني إبليس ، إلا من هو صال الجحيم بفعله . وبعضهم يقول : فإنكم ، يعني المشركين ، وما تعبدون ، يعني وما عبدوا . ما أنتم عليه ، أي : على ما تعبدونه ، بمضلّين أحداً إلا من قدِّر له أن يصلى الجحيم بفعله .