Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 15-23)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالُوا إِنْ هَذَآ } يعنون القرآن { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } أي : بيّن أنه سحر . { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَءَابَآؤُنَا الأَوَّلُونَ } قالوا هذا على الاستفهام . وهذا استفهام على إنكار ، أي : لا نبعث ولا آباؤنا الأولون . قال الله : { قُلْ } يا محمد { نَعَمْ } تبعثون جميعاً { وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ } أي : صاغرون . قوله : { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } أي : النفخة الآخرة { فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ } أي : قد خرجوا من قبورهم ينظرون . { وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ } أي : يوم يدين الله الناس فيه بأعمالهم . { هَذَا يَوْمُ الفَصْلِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } أي : يوم القضاء ، يقضي فيه بين المؤمنين والمشركين ، فيدخل المؤمنين الجنة ، ويدخل الكافرين النار . قوله : { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ } أي : سوقوا الذين أشركوا وأزواجهم ، أي : وأشكالهم . [ وقال بعضهم : ( وَأَزْوَاجَهُمْ ) أي : وقرناءهم من الشياطين ] { وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الجَحِيمِ } . ذكروا عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب في قوله : { وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ } [ التكوير : 7 ] قال : يزوّج كل إنسان نظيره من النار ، ثم تلا هذه الآية : { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ } أي : فادعوهم { إِلَى صِرَاطِ الجَحِيمِ } . تفسير الحسن : أن كل قوم يلحقون بصنفهم . { وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ } في تفسير الحسن ، بمعنى الشياطين التي دعتهم إلى عبادة الأوثان ، وإنما عبدوا الشياطين . وقال الكلبي : { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا } أي : أشركوا ، { وَأَزْوَاجَهُمْ } أي : ومن عمل بأعمالهم من بني آدم . قوله : { فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الجَحِيمِ } أي : إلى طريق الجحيم . والجحيم اسم من أسماء جهنم ، وهو الباب الخامس ، وإنما أبوابها سبعة : جهنم ، وهو الباب الأعلى ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم الجحيم ، ثم سقر ، ثم الهاوية ، وهي الدرك الأسفل من النار ، وجهنم اسم جامع لتلك الأبواب . قال : { فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ } [ النحل : 29 ] وكل باب منها هو النار ، الأعلى جهنم ، ثم لظى ، والنار كلها لظى . قال : { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى } [ الليل : 14 ] أي : تأجج . ثم الحطمة ، والنار كلها حطمة ، أي : تحطم عظامهم وتأكل كل شيء منهم إلا الفؤاد . قال : { كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ } [ الهمزة : 4 ] ثم السعير ، والنار كلها سعير ، تسعر عليهم ، قال : { وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } [ النساء : 10 ] ثم الجحيم ، والنار كلها جحيم ، قال : { قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الجَحِيمِ } [ الصافات : 97 ] أي : في النار . ثم سقر ، والنار كلها سقر . قال : { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } [ المدثر : 26 - 28 ] فكذلك تفعل تلك الأبواب كلها بهم ، لا تبقي أجسادهم حين يدخلونها ولا تذر ، أي : حين يجدّد خلقهم حتى تأكل أجسادهم ، وهو قوله : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ } [ النساء : 56 ] ، ثم الهاوية ، والنار كلها هاوية ، يهوون فيها . قال : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } [ القارعة : 9 ] ، غير أن هذه الأنواع التي وصف بها النار لكل باب من أبوابها اسم من تلك الأنواع سمّيت به ، ولكل قوم من أهل النار منزل من تلك الأبواب التي سمّيت بهذه الأسماء .