Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 1-3)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } . قوله : { صۤ } . قال بعضهم : يعني صادق كقوله : { كۤهيعۤصۤ } [ مريم : 1 ] أي : كاف ، هاد ، عالم ، صادق . { وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } أي : الذكر فيه ، والذكر : البيان . { بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } . وهذا قسم . أي : { وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } أي : في تعزّز وفراق للنبي عليه السلام وما جاء به . وقال بعضهم : ( وَشِقَاقٍ ) أي : اختلاف . قال : { كَمْ أهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم } أي : من قبل قومك يا محمد { مِّن قَرْنٍ } أي : من أمة { فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } أي : فكذّبوا رسلهم فجاءهم العذاب ، فنادوا بالتوبة وبأن { قَالُواْ يَا وَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [ الأنبياء : 14 ] وفرّوا من قريتهم . وهو كقوله : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ آمَنَّا باللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } قال الله : { فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } [ غافر : 85 ] أي عذابنا . وكقوله : { وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً } أي : مشركة { وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأَسَنَآ إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ } أي : يفرّون . { لاَ تَرْكُضُواْ } يقول : لا تفرّوا { وَارْجِعُواْ إِلَى مَآ أُتْرِقْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } أي : من دنياكم . يستهزئ بهم ، أي : لا يكون ذلك . يقول : { قَالُواْ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [ الأنبياء : 11 - 14 ] . قال : { فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } أي : ليس حين فرار ولا حين تقبل التوبة [ فيه ] . ذكروا عن أبي إسحاق الهمداني عن رجل من بني تميم قال : سألت ابن عباس عن قوله : { وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } قال : الحين ليس بنَزْوٍ ولا فرار .