Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 64-70)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الله : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقُّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } يعني قول بعضهم بعضاً في الآية الأولى . قوله : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَا مُنذِرٌ } لأهل النار ، أي أنا منذر من الله { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } قهر العباد بالموت وبما شاء من أمره . { رَبُّ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُِ الْغَفَّارُِ } أي : لمن تاب وآمن . قوله : { قُلْ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ } يعني القرآن . { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } يعني المشركين . قوله : { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } قال الحسن : اختصموا في خلق آدم . وفي تفسير عمرو عن الحسن : خصومتهم أن قالوا فيما بينهم : ما الله خالق خلقاً هو أكرم علينا منا . وهو قوله : { وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } [ البقرة : 33 ] . وذكروا عن ابن عباس أن الله تعالى لما قال للملائكة { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 30 ] فكانت تلك خصومتهم . ذكروا عن الحسن قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني ربي الليلة في المنام فقال : يا محمد ، فيم اختصم الملأ الأعلى . قلت : رب لا أدري … قلت : رب في الكفارات والدرجات . قال : وما الكفارات ؟ قلت : إسباغ الوضوء في السَّبَرات . والمشي على الأقدام إلى الجماعات ، والتعقيب في المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة . قال : وما الدرجات ؟ قلت : إطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، والصلاة بالليل والناس نيام " . وقال بعضهم : فيم يختصم الملاأ الأعلى ؟ قلت : في الكفارات ، أي يا ربي . قال : وما الكفارات ؟ قلت : المشي بالأقدام إلى الجماعات ، والجلوس في المساجد خلاف الصلوات ، وإسباغ الوضوء في المكاره . ومن يفعل ذلك يعش بخير ، ويمت بخير ، ويكن من خطيئاته كيوم ولدته أمه . والدرجات : إطعام الطعام ، وبذل السلام ، وأن يقوم بالليل والناس نيام . قال : قل : اللهم إني أسألك الطيبات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تقوّني علي ، وإذا أردت اللهم فتنة فتَوَفَّني غير مفتون . قوله : { إِن يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ } هو كقوله : { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [ الرعد : 7 ] . أي نبي الله المنذر ، والله الهادي .