Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 14-20)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي فَاعْبُدُواْ مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ } وهذا وعيد هوله شديد ، أي إنكم إن عبدتم من دونه عذبكم . { قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ } أي : المغبونين ، وقال في موضع آخر : { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } [ التغابن : 9 ] { الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } أي : غبنوا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة { أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } أي : الغبن البيّن . خسروا أنفسهم فصاروا في النار ، وخسروا أزواجهم من الحور العين . إن الله جعل لكل أحد منزلاً في الجنة وأهلاً ، فمن عمل بطاعة الله كان له ذلك المنزل والأهل ، ومن عمل بمعصية الله صيّره الله إلى النار ، وكان ذلك المنزل والأهل ميراثاً لمن عمل بطاعة الله إلى منازلهم وأهليهم التي جعلها لهم ، فصار جميع ذلك لهم . قوله : { لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } كقوله : { لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [ الأعراف : 41 ] { ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ } أي : لا تشركوا بي شيئاً ولا تعصمون . قوله : { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُواْ الطَّاغُوتَ } والطاغوت الشياطين { أَن يَّعْبُدُوهَا } وذلك أن الذين يعبدون الأوثان إنما يعبدون الشياطين لأنهم هم يدعونهم إلى عبادتها . قال : { وَأَنَابُواْ إِلَى اللهِ } أي : وأقبلوا مخلصين إلى الله { لَهُمُ الْبُشْرَى } أي : الجنة . قال : { فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } أي : بشرهم بالجنة . و ( القول ) : كتاب الله ، { فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } أي فيعملون بما أمرهم الله به فيه ، وينتهون عما نهاهم الله عنه فيه . قال : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } أي : أولو العقول . قال : { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ } أي : سبقت عليه كلمة العذاب { أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ } أي : تهدي من وجب عليه العذاب ، أي لا تهديه . قال : { لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } أي : أنهار الجنة . تجري في غير خدود ، أي : في غير خنادق من الماء والعسل واللبن والخمر ، وهو أبيض كله ؛ فطينة النهر مسك أذفر ، ورضراضه الدّرّ والياقوت ، وحافاته قباب اللؤلؤ . { وَعْد اللهِ } الذي وعد المؤمنين ، يعني الجنة . { لاَ يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعَادَ } .